الإنجاز الأهم لاتفاق أوسلو: تحرير إسرائيل من عبء إدارة حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية
تاريخ المقال
المصدر
- يبدو لي أن الإنجاز الأهم الناجم عن اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية الذي تصادف هذه الأيام ذكرى مرور عشرين عاماً على توقيعه، هو إقامة سلطة فلسطينية مستقلة هي أشبه بدولة تسيطر على أغلبية السكان الفلسطينيين في المناطق [المحتلة] ولا سيما في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وتقيم علاقات اقتصادية وإدارية متشعبة مع إسرائيل.
- وقد أخذت هذه السلطة على عاتقها مسؤولية مطلقة عن إدارة الحياة المدنية للسكان الفلسطينيين الخاضعين لسيادتها ويبلغ عددهم في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وحدها نحو مليوني فلسطيني. غير أنها منذ ذلك الوقت، ما زالت تواجه صعوبات جمّة في القيام بوظيفتها بسبب انعدام الموارد الاقتصادية والمالية الذاتية الكافية. ويمكن القول إنه لولا أموال الدعم التي تتلقاها هذه السلطة من الدول الأجنبية المانحة لكانت قد انهارت منذ فترة طويلة.
- بناء على ذلك، فإن الذين يطالبون لدينا بالتخلي عن اتفاق أوسلو إنما يطالبون بأن تعود المسؤولية عن إدارة الحياة المدنية لنحو مليوني فلسطيني إلى إسرائيل. والسؤال المطروح هو: من أين ستأتي إسرائيل بالأموال والقوى البشرية المطلوبة لتولي هكذا مسؤولية عن إدارة حياة هؤلاء الفلسطينيين؟ ألا يدرك هؤلاء أنه في حال إعادة المسؤولية عن إدارة حياة الفلسطينيين إلى إسرائيل، فإن جميع الأموال اللازمة لذلك ستقع على كاهل دافع الضرائب الإسرائيلي نظراً إلى أن الفلسطينيين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] في معظمهم فقراء ليس بإمكانهم دفع ضرائب باهظة؟
- كما أنه في حال تولي إسرائيل المسؤولية عن إدارة حياة الفلسطينيين في المناطق [المحتلة]، ستتوقف كل أموال الدعم من الدول الأجنبية لأن استمرارها سيعني أن هذه الدول تدعم الاحتلال الإسرائيلي بصورة غير مباشرة. ولا شك في أن مثل هذا الأمر سيكون بالنسبة إلى إسرائيل أشبه بكارثة من الناحية الاقتصادية.
- حان الوقت كي نقرّ بأن اتفاق أوسلو حرّر إسرائيل من عبء اقتصادي كبير كان ناجماً عن توليها مسؤولية إدارة الحياة المدنية للفلسطينيين في المناطق [المحتلة]. ومن هذه الناحية، فإنه حقق إنجازاً مهماً لا يجوز التراجع عنه بأي حال من الأحوال.