رسالة الرئيس المصري إلى شمعون بيرس لم تكن للنشر
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       سارع مكتب رئيس الدولة شمعون بيرس إلى نشر الرسالة التي أرسلها إليه الرئيس المصري الجديد محمد مرسي. والملاحظ أن مضمون الرسالة كان حاراً، ولا سيما إذ ما أخذنا في الاعتبار أن مرسلها هو ممثل الإخوان المسلمين، الذين لا يعرفوا بحماستهم إزاء العلاقة مع إسرائيل.

·       وقد أعرب مرسي في رسالته، وهي أول رسالة تصدر عن حاكم مصر الجديد، عن رغبته في إعادة تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط و"بذل كل الجهود من أجل إعادتها إلى المسار الصحيح، وتحقيق الأمن والاستقرار لكل شعوب المنطقة، بمن فيهم الشعب الإسرائيلي."

·       لقد اعتبر شمعون بيرس الرسالة مؤشراً إيجابياً بالنسبة إلى مستقبل العلاقات مع مصر. لكن وعلى الرغم من ذلك، فقد قرأنا البيان الصادر عن مكتب رئيس الدولة بشأن الرسالة وكدنا لا نصدق، بل اعتقدنا أننا نحلم. وفي الواقع لم تمر سوى ساعات قليلة حتى جاء التكذيب من القاهرة.

·       مما لا شك فيه أن الرسالة حقيقية إلاّ إنه كان يجب أن تبقى سرية. فقد توقعت القاهرة أن تدرك القدس هذا الأمر، لكن يبدو أن القاهرة الجديدة لا تعرف إسرائيل فعلاً.

·       ليس سراً اليوم وجود ثغرة كبيرة بين إسرائيل والعالم العربي وحتى بيننا وبين الدول التي لدينا علاقات معها. فإسرائيل لا تريد فقط اتفاق سلام، بل تريد تطبيعاً حقيقياً للعلاقات. ويمكن القول إن الرسالة التي بعث بها مرسي إلى القدس كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى إرضاء واشنطن، ولا أتعجب من أن تكون واشنطن هي التي صاغتها. ويمكن أن تكون القدس قد نشرت الرسالة لسببين، إمّا رغبة منها في كشفها على الملأ، وإمّا لأنها تريد دفع محمد مرسي، إلى الكشف عن موقفه إزاء اتفاق السلام مع إسرائيل بصورة أكثر وضوحاً.