نتنياهو لبانيتا: الوقت المتاح لكبح البرنامج النووي الإيراني بالوسائل الدبلوماسية آخذ في النفاد
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الوقت المتاح لكبح البرنامج النووي الإيراني بالوسائل الدبلوماسية آخذ في النفاد، وأن جميع التصريحات الصادرة عن مسؤولين أميركيين والتي تؤكد أن الولايات المتحدة ستتحرك عندما تفشل جميع الخيارات الأخرى لم تثنِ الإيرانيين عن الاستمرار في تطوير برنامجهم.

وجاءت أقواله هذه في مستهل الاجتماع الذي عقده أمس (الأربعاء) في ديوان رئيس الحكومة في القدس مع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الذي يقوم بزيارة رسمية لإسرائيل تهدف، في ما تهدف، إلى ممارسة مزيد من الضغوط على إسرائيل كي لا تشن هجوماًَ من جانب واحد على إيران قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وأضاف نتنياهو أنه ما من تحد ماثل أمام إسرائيل في الوقت الحالي أكبر وأهم من التصدي لسعي إيران للحصول على قدرة نووية عسكرية، وأكد أن إيران هي أخطر نظام حكم في العالم، وأكبر راع لـ "الإرهاب" في شتى أنحائه، وبالتالي يجب عمل كل ما يمكن لمنعها من تطوير أخطر سلاح في هذا العصر.

وخاطب رئيس الحكومة بانيتا قائلاً: "لقد سبق أن قلت مؤخراً إن العقوبات المفروضة على إيران تمارس تأثيراً كبيراً في الاقتصاد الإيراني، وهذا الأمر صحيح، وإنني على قناعة بأن العقوبات الأخيرة التي أقرها الرئيس الأميركي والكونغرس ستكون ذات تأثير أكبر في الاقتصاد الإيراني، غير أن جميع العقوبات والإجراءات الدبلوماسية لم تؤد حتى الآن إلى أي تأثير في البرنامج النووي العسكري الإيراني."

وأضاف: لقد أوضحت الولايات المتحدة وإسرائيل أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، وسبق لكَ شخصياً أن قلتَ قبل عدة أشهر إن واشنطن سوف تتحرك عندما تفشل كل الخيارات الأخرى، غير أن حتى هذه التصريحات لم تثنِ الإيرانيين عن مواصلة برنامجهم، ومهما تكن تصريحاتنا شديدة فإنها لم تنجح في إقناع الإيرانيين بجدية نيتنا كبحهم، وقد بات النظام الإيراني يعتقد حالياً أن الأسرة الدولية لا تملك الرغبة في وقف برنامجه النووي، ويجب أن يتغير هذا الأمر على وجه السرعة لأن الوقت المتاح لحل هذه القضية بالطرق السلمية آخذ في النفاد."

وشكر نتنياهو الرئيس باراك أوباما والكونغرس الأميركي على تعزيز الروابط الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة، مؤكداً أنه في هذا الوقت الذي يتميز بعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لا بد من إبداء التقدير العميق لرسالة الدعم الأميركية القوية لإسرائيل التي تتجاوز جميع الخلافات الحزبية في الولايات المتحدة.

من ناحيته قال وزير الدفاع الأميركي بانيتا إن الولايات المتحدة لن تمكّن إيران من تطوير سلاح نووي، لكنها في الوقت نفسه سوف تستنفد كل الخيارات في إطار المساعي الدبلوماسية لضمان عدم حدوث هذا الأمر.

وأضاف أن على المسؤولين وجماهير الشعب في إسرائيل أن يعلما أن هناك عدة أمور لم ولن تتغير، وفي مقدمها أن الولايات المتحدة تقف بصورة ثابتة إلى جانب إسرائيل، وأن التزامها حماية أمن إسرائيل ومواطنيها هو التزام راسخ كالصخرة. وشدد على أنه لا يجوز لأحد أن يخطئ فهم موقف الولايات المتحدة وفحواه استمرار العمل بحزم لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي في أي وقت.

وأعرب بانيتا عن افتخاره بتعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل والذي أصبح خلال الأعوام الأخيرة أوثق من أي وقت مضى على امتداد تاريخ العلاقات بين الدولتين، مؤكداً أن الجانبين يتشاركان القلق العميق إزاء أعمال العنف التي تشهدها سورية، وإزاء التطلعات النووية الإيرانية.

وشكر بانيتا رئيس الحكومة على مساهمته في تعزيز الروابط الأمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تعتبر حيوية لضمان أمن البلدين في القرن الحادي والعشرين، مؤكداً أنه يتطلع إلى مواصلة العمل معه ومع وزير الدفاع إيهود باراك لضمان التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي، ودعم استمرار الجهود الرامية إلى دفع السلام الشامل والدائم وحل الدولتين قدماً.

وكان بانيتا قد عقد أمس (الأربعاء) اجتماعين مع كل من وزير الدفاع باراك، ورئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس. كما قام برفقة باراك بزيارة أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية جنوبي مدينة عسقلان [أشكلون] والذي نصبت فيه إحدى منظومات "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ قصيرة المدى.

وخلال الاجتماع مع رئيس الدولة قال بيرس إن العقوبات المفروضة على إيران تؤتي ثمارها، وأكد أن إسرائيل تعتمد على الولايات المتحدة لكبح البرنامج النووي الإيراني. ورد وزير الدفاع الأميركي على هذه التصريحات قائلاً: "إنني أتعهد بصورة شخصية بألاّ تمتلك إيران أسلحة نووية إلى الأبد."

وذكرت صحيفة "معاريف" (2/8/2012) أن وزير الدفاع الأميركي أعرب خلال محادثات مغلقة عن خيبة أمله من مشاعر عدم الثقة التي يعرب عنها كل من رئيس الحكومة نتنياهو، ووزير الدفاع باراك، إزاء التزام الولايات المتحدة كبح البرنامج النووي الإيراني، وأكد أن هذا الأمر ينطوي على إنكار للجميل الذي صنعته الولايات المتحدة لإسرائيل على مرّ الأعوام.