في الحرب الباردة الجديدة روسيا هي المنتصرة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

  • من الأكيد أن الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغين يتقلب في قبره غضباً. فبعد مرور نصف قرن على نجاحه في الانتصار على "امبراطورية الشر" السوفييتية بواسطة سياسته الهجومية (خطة "حرب النجوم")، استطاعت روسيا العودة مجدداً إلى الصورة في الصراع على النفوذ في العالم وبصورة خاصة في الشرق الأوسط، ويعود الفضل في هذه العودة الروسية إلى واشنطن وإدارة أوباما.
  • منذ وصول أوباما الى الرئاسة في الولايات المتحدة سنة 2009، نجح في زعزعة قوة الردع الأميركية، وشجع على عدم الاستقرار في الساحة الشرق أوسطية، وبدا كأنه لا يملك عقيدة واضحة حيال هذه المنطقة التي تعتبر من أكثر المناطق حساسية في العالم.
  • فإذا أخذنا دولة مصر على سبيل المثال، نجد أن أوباما أعرب عن تأييده لحكم مبارك في بداية الأحداث في كانون الثاني/يناير 2011، لكنه في ما بعد كان من بين الأطراف التي ضغطت من أجل إطاحته. وبعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية المصرية قبلت واشنطن بالنتائج التي أسفرت عن صعود المعسكر الإسلامي في مصر، لكنها حافظت على مسافة معينة من القاهرة.
  • بعد الإطاحة بمحمد مرسي من السلطة على يد المعسكر العلماني بقيادة الجيش، غيرت الولايات المتحدة مرة أخرى توجهها، وأخذوا ينظرون إليها في مصر بأنها تؤيد "الإخوان المسلمين" ضد المؤسسة العسكرية الحليف الطبيعي للأميركيين. وبصورة عامة وطوال عامين ونصف العام أي منذ بدء "الربيع العربي"، بدت سياسة الولايات المتحدة مترددة ومتغيرة تفتقر إلى خط إيديولوجي يوجهها.
  • في المقابل، فإن روسيا على الرغم من دعمها لمعسكر "الأشرار" في الشرق الأوسط (إيران وسورية)، تبدو اليوم أكثر من أي وقت مضى الدولة التي تملك مفتاح حل الأزمة السورية. فقد نجحت المرة تلو المرة في وقف أي محاولة للتدخل الأجنبي في سورية، وهي تواصل تزويد حليفتها بالسلاح والدعم الدبلوماسي، وتقف وراءها بقوة. وكانت الرسالة التي بعثت بها روسيا إلى دمشق والعالم كله بأن موسكو "ستبقى مع الأسد حتى النهاية"، وهذه المبادئ هي التي يحب أن يسمعها الحلفاء الصغار من أسيادهم.
  • من المهم أن ندرك أن بوتين لن يسمح لأي طرف غربي وبخاصة أميركي، بحل الأزمة في سورية من دون تدخل روسي. علاوة على ذلك، فإن أي حل في سورية يجب أن يحافظ على المصلحة الروسية في هذا البلد المنقسم.
  •  تشبه سورية 2013 ما كان عليه الوضع في لبنان سنة 1989، أي السنة التي انتهت فيها الحرب الأهلية التي استمرت لمدة 14 عاماً وقسمت البلد الى كيانات طائفية، يومها جميع الأطراف عادوا إلى نقطة البداية ولم يستطع طرف الانتصار على الطرف الآخر، كما لم تنتصر الجهات الخارجية التي كانت ضالعة في هذه الحرب مثل إسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة. من إذن انتصر؟ سورية حافظ الأسد.
  • إن روسيا هي المخرج للحرب الأهلية في سورية، وإذا أراد الغرب هذا الحل فعليه الذهاب إلى موسكو.