· بعد وقت قليل من اكتشاف العبوات الناسفة في محاذاة الخط الأزرق، داخل الأراضي اللبنانية، أرسل سلاح الجو طائرات للقيام بطلعات منخفضة. على الرغم من أحوال الطقس العاصف كانوا يبحثون عن أهداف محددة: أفراد مسلحون من حزب الله، سيارات، شيء ما أو شخص ما يمكن تعريفه كعنصر إرهابي في محاذاة السياج الحدودي. كما أرسلت قوات برية للقيام بدوريات على طول الحدود. وهكذا قامت إسرائيل بعرض صغير للعضلات كي تعيد إلى الأذهان، وأولاً لنفسها، أنها قررت ألا يتكرّر ما حصل في الشمال قبل نصف عام.
· ان الهدف من عرض العضلات أمس هو أن يكون الطرف الثاني على بينة من أن الأفضل أن تكون العبوات الناسفة التي اكتشفت سنونوة وحيدة لا تبشر بقدوم السرب كله. وما نأمله الآن هو أن تصمد هذه السياسة طويلاً.
· لم يتضح حتى الآن، بحسب المعلومات الاستخبارية، هل كان حزب الله وراء زرع العبوات الناسفة، لأن هناك نشاطاً لمنظمات إرهابية أخرى في جنوب لبنان. ومع ذلك فإن ما اكتشف هو من النوع الذي يذكر بالعبوات الناسفة التي استعملها حزب الله ضد دوريات الجيش الإسرائيلي في الماضي. ثمة أمر واحد واضح هو أن حزب الله يتجه إلى العودة في يوم ما إلى المرابطة على طول الحدود مع إسرائيل. وتقدير الموقف في إسرائيل هو أن هذه المنظمة ستحاول تجنب المواجهة مع إسرائيل في السنة المقبلة، لأنها تحتاج إلى وقت لمواجهة حكومة السنيورة وبناء قوتها العسكرية استعداداً للمواجهة المقبلة. غير أن وضع العبوات الناسفة يتناقض مع تقدير الموقف هذا. إن حزب الله حيّ ونشيط وفاعل في جنوب لبنان. وسكان هذه المنطقة هم في غالبيتهم من الشيعة الذين يؤيدونه. ويجري في عمق المنطقة نشاط عسكري سرّي. لكن إسرائيل راضية إلى الآن عن عمل القوات الدولية.