·      منذ تفكك الاتحاد السوفياتي وواشنطن تخفف من الحديث عن التعاون الاستراتيجي مع إسرائيل. والمحلل السياسي لصحيفة "نيويورك تايمز"، توماس فريدمان، كتب فيما مضى، ربما بقدر من المبالغة، أن عهد العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين انتهى. التأييد السياسي والأمني من طرف الولايات المتحدة لإسرائيل ما زال يعتبر، بحق، عامل استقرار في الشرق الأوسط، لكن ليس أبعد من ذلك.

·      لا شك في أن الأداء البائس لإسرائيل في حرب لبنان الثانية تسبب بخيبة أمل شديدة لدى الإدارة الأميركية، أكان ذلك على المستوى السياسي أو في المجال العسكري. لكن الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الإسرائيلية ما زالا معتبرين أنهما من الأفضل في العالم، ولذا فلا بد من أن يكون هبوط أسهمها في بورصة واشنطن حالة موقتة شرط أن تتخذ في إسرائيل خطوات عملية وصادقة لتحسين صورة القيادة الأمنية والمدنية.

·      في المعركة ضد إيران وكذلك ضد الأصولية الإسلامية لا يوجد للعالم الحر حلفاء مخلصون كثر في منطقتنا. ولذا فمن واجب إسرائيل والولايات المتحدة أن ينصرفا من دون تأخير إلى إضفاء مضمون متجدد وذي صلة بمصطلح "التعاون الاستراتيجي".