· لم يثق رئيس هيئة الأركان العامة بقدرات القوات البرية. هذا ما يتبين من التفسير الذي قدمه الجنرال دان حالوتس رداً على السؤال عن التلكؤ في شن العملية البرية في حرب لبنان، والسؤال عن عدم استدعاء فرقة الاحتياط، التي تعتبر من أفضل الفرق نوعية في الجيش الإسرائيلي، إلا بعد نحو شهر من اندلاع الحرب وقبل 60 ساعة تقريباً من تطبيق وقف إطلاق النار.
· علمت "معاريف" أن حالوتس قدم هذا التفسير المفاجئ خلال بحث داخلي جرى في الجيش الإسرائيلي، وذلك قبل أن يمثل أمس أمام لجنة فينوغراد المكلفة تقصي أحداث الحرب للإدلاء بشهادته.
· بعد الخسائر الفادحة التي مني بها الجيش الإسرائيلي في بنت جبيل، ألغت هيئة الأركان العامة عمليات برية إضافية محدودة جرى التخطيط للقيام بها في مساء اليوم نفسه الذي وقعت فيه المعركة في بنت جبيل، وهو يوم 26 تموز/يوليو 2006. وفي هذه المرحلة فُهم في الجيش أن رئيس هيئة الأركان العامة بدأ يفقد ثقته بقدرة القوات البرية على تنفيذ عمليات داخل الأراضي اللبنانية. بيد أن ذلك كان مجرد بداية لأزمة الثقة فقط. وبعد ذلك بعدة أيام أعدت في قيادة المنطقة الشمالية خطة سميت "تغيير اتجاه 8,5". وبحسب الخطة كان من المفروض السيطرة على مناطق محاذية لنهر الليطاني وتطويق قوات حزب الله من الشمال. وقد عرضت الخطة على وزير الدفاع، عمير بيرتس، الذي قال أنه ميال لقبولها. غير أن حالوتس ألغى الخطة. وبشكل مماثل ألغيت خطط أخرى للقيام بعملية برية واسعة في عمق الأراضي اللبنانية. واقتنع حالوتس بالحاجة إلى عملية عسكرية برية فقط بعد السادس من آب/ أغسطس 2006.
· مصادر رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي قالت في أعقاب ذلك إنه كان على حالوتس أن يستقيل في اللحظة التي فقد فيها ثقته بقدرات القوات البرية. أمّا الناطق بلسان الجيش فقال إن التصريح المنسوب إلى رئيس هيئة الأركان العامة بأنه لا يثق بقدرات القوات البرية لا أساس من الصحة له.