· لم يتقدم الجيش الإسرائيلي قط بتوصية إلى القيادة السياسية بشن حرب شاملة على حزب الله في أعقاب اختطاف الجنديين أودي غولدفاسر وإلداد ريغف على الحدود مع لبنان في 12 تموز/ يوليو 2006. بعد عملية الاختطاف عُرضت على القيادة السياسية مجموعة من الخيارات، وكان وزير الدفاع عمير بيرتس هو الذي شدد على الرد بهجوم جوي ساحق، الأمر الذي أدى حتماً إلى اندلاع الحرب. هذه هي الرواية المتوقع أن يعرضها، يوم الأحد المقبل، رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال دان حالوتس عندما يمثل أمام لجنة فينوغراد للإدلاء بشهادته.
· شهادة حالوتس هي جزء من مجموعة شهادات أدلى بها الأشخاص الذين كانوا يشغلون المناصب الرئيسية في أثناء الحرب، وبها تنتهي تقريباً مرحلة جمع الشهادات في لجنة فينوغراد. بعد هذه المرحلة ستفحص اللجنة إمكان توجيه رسائل تحذيرية إلى عدد من المسؤولين خلال بضعة أيام. ومن المتوقع أن تصدر اللجنة تقريراً مرحلياً أولياً خلال بضعة أسابيع.
· يتبين من الشهادات التي وصلت إلى "معاريف" أن النقاش الحاسم الذي أداره الجيش الإسرائيلي عن الحرب جرى في يوم الأربعاء 12 تموز/ يوليو 2006 في ساعات الظهيرة، أي بعد اختطاف الجنديين بأربع ساعات. والمقصود بذلك انعقاد "طاقم تفكير" برئاسة حالوتس في غرفة الأبحاث في مكتب هيئة الأركان العامة. وكان جوّ الاجتماع ضاغطاً. لكن في ختام هذا الاجتماع المتوتر أُقرت توصية، بصورة لا تقبل التأويل، بمهاجمة البنى التحتية كالجسور وكالمطار وكذلك القصر الرئاسي. ولم تكن هناك توصية بمهاجمة منصات الصواريخ، كما أُقر عرض هذا الموضوع على القيادة السياسية لبتّه. لكن وزير الدفاع عرض أمام الحكومة المصغرة خطة تقضي بمهاجمة منصات الصواريخ في قلب التجمعات السكنية، وأوحى بأنها توصية صادرة عن المؤسسة الأمنية. وقد اقتنع رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، بموقف وزير الدفاع. واتخذت الحكومة المصغرة قرار شن الحرب بالإجماع.