مطالبة الجيش الإسرائيلي بحماية الفلسطينيين خلال "يوم الغضب" الذي سيعلنه ناشطو اليمين المتطرف اليوم
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

ينوي ناشطون من اليمين الإسرائيلي المتطرف إعلان اليوم (الخميس) "يوم غضب" في أنحاء متعددة من إسرائيل والمناطق [المحتلة] رداً على هدم ثلاثة بيوت في البؤرة الاستيطانية غير القانونية "حافات جلعاد" في الخليل يوم الاثنين الفائت. وحافظ الذين خططوا ليوم الغضب هذا حتى مساء أمس (الأربعاء) على سرية النشاطات التي ستجري في أثنائه، والتي يبدو أنها ستشمل تظاهرات في مفارق الطرق الرئيسية. ويحاول هؤلاء تمرير رسالة فحواها أن أي خطوة مثل هدم البيوت الثلاثة ستجر أعمال شغب واسعة النطاق في إسرائيل كلها.

وأصدر القائد العام للشرطة الإسرائيلية دودي كوهين أوامر تقضي برفع حالة التأهب في أنحاء الدولة كافة. ووجهت كل من منظمتي "بتسيلم" و"ييش دين" أمس (الأربعاء) رسالة إلى قائد قوات الجيش الإسرائيلي في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] طالبت فيها بتوفير الحماية للفلسطينيين في الضفة الغربية في أثناء "يوم الغضب". وأشارت بتسيلم إلى أنه "في اليوم الذي تم فيه تنفيذ عملية الهدم [في البؤرة الاستيطانية في الخليل] وقعت أعمال عنف انتقامية [ضد الفلسطينيين]، كما حالت قوات الجيش الإسرائيلي دون تنفيذ أعمال عنف أخرى. لكن المستوطنين نجحوا في القيام بأعمال عنف في بضعة أماكن، مما يدل على أن ثمة ضرورة لاستعدادات أكبر غدا (الخميس)". وشدّدت المنظمة على أن "من واجب إسرائيل الحفاظ على سلامة الفلسطينيين وأمنهم، وحماية أملاكهم".  

من ناحية أخرى، قام عشرات الناشطين من اليمين المتطرف أمس (الأربعاء) بمسيرة في قلب مدينة يافا، تقدمها كل من عضو الكنيست ميخائيل بن آري ("الاتحاد الوطني") وباروخ مارزل وإيتمار بن غفير. ورفع المشتركون فيها أعلاماً إسرائيلية وهتفوا "يافا يهودية". وقامت الشرطة الإسرائيلية بتوفير حماية كبيرة للمسيرة، وأبعدت بالقوة سكاناً عرباً من يافا وناشطين يساريين يهوداً حاولوا التصدي للناشطين اليمينيين.

وقال مسؤول كبير سابق في الشرطة الإسرائيلية لصحيفة "هآرتس" إن عملية حماية هذه المسيرة كلفت خزينة الدولة نحو 200,000 شيكل. وأكد رئيس بلدية تل أبيب- يافا رون خولدائي أن هذه المسيرة "تعتبر استفزازاً من الدرجة الأولى".

واحتج الناشطون اليمينيون على قيام السكان العرب في يافا برفع أعلام فلسطينية في أثناء مظاهرة لهم قبل نحو شهر. وقال باروخ مارزل: "لقد سمعنا قادة الحركة الإسلامية يقولون إن يافا هي فلسطين، ونحن نقول لهم: اذهبوا إلى ليبيا، إلى القذافي. إننا نرغب في طرد الأعداء".

وكانت الشرطة قد أقدمت قبل المسيرة على احتجاز 16 شخصاً من سكان يافا والناشطين اليساريين للتحقيق معهم بتهمة الإخلال بالنظام العام، وكان بينهم ميخائيل روعيه نائب رئيس بلدية تل أبيب - يافا الأسبق. وادعى روعيه أن الشرطة استعملت العنف لدى احتجازه.