· كشفت رسالة سرية للغاية، عُرضت أول من أمس على أعضاء "لجنة فينوغراد"، أن ثلاثة أعضاء كنيست أرسلوا في شباط/ فبراير 2004، أي قبل اندلاع حرب لبنان الثانية بعامين ونصف العام، رسالة إلى رئيس الحكومة في حينه، أريئيل شارون، ووزير الدفاع شاؤول موفاز حذروا فيها من أن الجيش والجبهة الداخلية الإسرائيلية غير جاهزين لمواجهة عسكرية في الشمال.
· في هذه الرسالة، التي وصلت نسخة منها إلى "يديعوت أحرونوت"، تنبأ كل من يوفال شتاينيتس وعومري شارون وإفرايم سنيه، بدقة مذهلة، بما حصل في صيف 2006. وكانت النبوءة على الوجه التالي: إن قذائف الكاتيوشا التي سيطلقها حزب الله ستربك الحياة في إسرائيل طوال أسابيع، وسيتدفق عشرات آلاف اللاجئين من شمال البلاد إلى وسطها، وستشل بعض المرافق الاقتصادية والأمنية الحيوية، ولن يتمكّن الجيش الإسرائيلي، بسبب فقدان المعلومات الاستخبارية، من تقديم رد ملائم على هذا الوضع.
· بحسب أحد المقربين من اللجنة فإن هذه الرسالة أدت إلى إصابة أعضاء لجنة فينوغراد بالصدمة. والرسالة مؤرخة في 25 شباط / فبراير 2004. والموقعون عليها لم يتلقوا رداً من شارون وموفاز البتة.
· هذه الرسالة هي نموذج واضح على الخلل في سلوك الجيش والمؤسسة الأمنية وعلى ثقافة اتخاذ القرارات المتعفنة في إسرائيل. في مكان آخر من العالم كان من شأن رسالة كهذه أن تهزّ أركان النظام بكامله، أما في إسرائيل فقد تمت أرشفتها في إحدى الإضبارات.
· في ما يعني رئيس الحكومة، إيهود أولمرت ووزير الدفاع، عمير بيرتس، فإن الرسالة تساعدهما ولا تساعدهما. فهي تساعدهما لأنها توجه جزءاً من التهمة إلى سلفيهما في المنصب، شارون وموفاز. وهي تمسّهما لأنها توضح أن كثيرين من قادة إسرائيل عرفوا جيداً أن الجيش الإسرائيلي غير جاهز للحرب على حزب الله. فلماذا أعطيت الأوامر لخوض حرب كهذه إذن؟.