منع قافلة المساعدات من التوجه إلى غزة دليل نجاح التحالف الاستراتيجي مع اليونان
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

  • إن منع قافلة سفن المساعدات من التوجه إلى غزة هو بمثابة إنجاز دبلوماسي من الدرجة الأولى، وذلك بعد أن شكلت قافلة المساعدات في العام الماضي انتصاراً لأعدائنا وفشلاً لإسرائيل. يومها نجح خصمنا في إيقاعنا في الفخ، وفي جرّنا إلى معركة يستطيع التفوق فيها علينا. فقد صوّرت وسائل الإعلام ما حدث بأنه مواجهة عنيفة بين الجيش الإسرائيلي المدجج بالسلاح وبين مدنيين عزّل من أنصار السلام والمدافعين عن حقوق الإنسان، وكانت الحصيلة سقوط تسعة قتلى كانوا الثمن الذي دفعه الخصم لقاء انتصاره في تشويه صورة إسرائيل ونزع الشرعية عنها.
  • إن الاستراتيجيا الجديدة التي يستخدمها أعداؤنا بنجاح لا بأس به هي استراتيجيا نزع الشرعية عن إسرائيل، وتصويرها كدولة فصل عنصري، ودولة استعمارية. وتهدف هذه الاستراتيجيا إلى عزل إسرائيل على المستوى الدولي وتحويلها إلى دولة مارقة وإضعاف معنوياتها ودفعها إلى اليأس. ويشكل تقرير غولدستون [المتعلق بعملية الرصاص المسبوك على غزة]، وقوافل سفن المساعدات، أداتين أساسيتين في هذه المعركة.
  • لقد انتهجت إسرائيل في مواجهة هذه المعركة سياسة حكيمة لكن محدودة النجاحات، إلاّ إن النجاح الأكبر كان في التحالف الاستراتيجي مع اليونان الذي أدى إلى وقف قافلة السفن.
  • وكان التوجه نحو اليونان ثمرة الرد العاقل لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على تأزم العلاقات مع تركيا التي وصلت إلى ذروتها مع قافلة السفن التركية إلى غزة [سنة 2010] المدعومة من أردوغان. يومها لم تحاول إسرائيل الزحف في اتجاه أنقرة والاعتذار منها على ما حدث، والطلب إليها التوسط بينها وبين سورية والفلسطينيين، وإنما على العكس توجهت إسرائيل نحو العدو الأكبر لتركيا، أي اليونان، وعقدت معها حلفاً ظهرت أهميته بعدما منعت اليونان قافلة سفن المساعدات من التوجه إلى غزة. وقد دفع التحالف الوطيد بين اليونان وإسرائيل تركيا إلى إعادة البحث في موقفها العدائي من إسرائيل، ويدل على ذلك انسحابها من المشاركة في قافلة السفن هذا العام.
  • مما لا شك فيه أن للوضع في الدول العربية أثراً كبيراً في تغير السياسة التركية، ولا سيما بعد أن تحول حلفاء أردوغان، مثل الأسد والقذافي، إلى حكام مكروهين في نظر شعبيهما كما في نظر العالم. لقد أدركت تركيا أنها خسرت الغرب وهي على وشك أن تخسر البديل الذي اختارته، أي محور الشر، وهذا ما دفع أردوغان إلى إعادة النظر من جديد في علاقته بإسرائيل. وهكذا عزز التحالف مع اليونان موقع إسرائيل في نظر تركيا التي باتت ترغب في التقرب منها من جديد.
  • لقد أدت كل هذه العوامل إلى نقطة انعطاف في العلاقة بين تركيا وإسرائيل، وقد برز هذا الأمر في أنه لأول مرة تجرؤ إسرائيل، وبعد تأخير استمر عشرة أعوام، على القيام بخطوة مطلوبة منها وهي مناقشة الكنيست الإسرائيلي للمجزرة الأرمنية، إذ امتنعت إسرائيل من فعل ذلك خوفاً من إغضاب تركيا.
  • نأمل بأن تؤدي النتائج التي أسفرت عنها السياسة الحكيمة التي انتهجتها إسرائيل في هذا الموضوع إلى تشجيع الحكومة على مواصلة استخدام هذا النهج من أجل تحقيق إنجازات سياسية جديدة.