[ أجرى مراسل الصحيفة مقابلة في باريس مع أحد ضباط الجيش السوري الحر الذي أصر على عدم الكشف عن هويته، نقتطف بعض ما جاء فيها]
س: "لماذا تتحدث إلى صحيفة إسرائيلية"؟
ج: "لأن سورية عزيزة على قلبي، ولأن الأسد يذبح شعبي، ولا نستطيع، نحن الجيش السوري الحر، الانتصار في هذه المعركة وحدنا. فإسرائيل لديها علاقات كثيرة، ويتعين عليها أن تقتنع بأن زوال الأسد هو في مصلحتها، وفي مصلحة الشعبين السوري والإسرائيلي، وفي مصلحة السلام. عندما ستقرر إسرائيل التخلي عن الأسد سينتهي. وفي اعتقادي أن الأسد ما زال في الحكم لأن الدول الغربية ليست مقتنعة بأن إسرائيل ترغب في أن تكون سورية من دون الأسد، وهي تخاف مما سيحدث بعد ذهابه. لا تخافوا، اتركوه وتخلوا عنه لأن سقوطه سيؤي إلى زوال الحلقة التي تربط بين إيران وحزب الله في لبنان. وأنتم بهذه الطريقة لا تتخلصون من عدو واحد، بل ستضعفون عدوين آخرين."
س: "في حال ساعدت إسرائيل المعارضة من دون علم الشعب السوري كيف سيؤدي ذلك إلى تقدم السلام؟"
ج: "في النهاية الأمور ستصبح معروفة، والشعب السوري لن ينسى لكم هذه المساعدة."
س: "ماذا سيجري بعد رحيل الأسد؟ وكيف يمكنك أن تضمن عدم سيطرة الإخوان المسلمين على السلطة مثلما حدث في تونس ومصر؟"
ج: "نحن أشخاص نحترم الإسلام لكننا لا نريد دولة [تحكمها الشريعة]. كما أن مخاوف المجتمع العلماني السوري من الإخوان المسلمين ومن السفليين هي أكبر من مخاوف إسرائيل. إن المجتمع السوري ليس مجتمعاً متديناً، وهو يضم خليطاً معقداً من السكان، فإلى جانب السنة والشيعة هناك المسيحيون والأرمن والأشوريون والدروز، وجميع هذه الطوائف لا تريد دولة إسلامية. من المحتمل أن تكون دول في المنطقة راغبة في تقسيم سورية كحل للمشكلة الكردية، لكننا نحن نعارض ذلك بشدة، ولا نريد الإخوان المسلمين ولا السلفيين. إن سورية ليست مصر، إذ ليس هناك أكثر من 10٪ من السوريين سيصوتون للإخوان المسلمين في الانتخابات. وبالنسبة إلي، فإن استبدال الأسد بنظام إسلامي هو عودة إلى الوراء، وليس من أجل هذا الهدف قُتل الآلاف من السوريين."