مسؤولون كبار في البيت الأبيض: أوباما لا ينوي تهديد إيران علناً بشنّ هجوم عسكري عليها
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

غادر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مساء أمس (الخميس) إسرائيل في طريقه إلى أميركا الشمالية، حيث من المقرر أن يزور كندا بداية، ومن ثم الولايات المتحدة.

وسيلقي رئيس الحكومة يوم الاثنين المقبل خطاباً أمام المؤتمر السنوي لمنظمة إيباك [اللوبي اليهودي الأميركي المؤيد لإسرائيل]، وفي إثر ذلك سيعقد لقاء مهماً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض.

وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية أمس (الخميس) إنه من غير المتوقع أن يوجه الرئيس أوباما تهديداً علنياً بشن هجوم عسكري على إيران في حال عدم تخليها عن برنامجها النووي العسكري كما تطالب إسرائيل.

وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس الحكومة سيطلب خلال اللقاء مع الرئيس الأميركي ضمانات تكفل حصول إسرائيل، في حال امتناعها في الوقت الحالي من شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، على مساعدات عملانية وتأييد سياسي من جانب الولايات المتحدة إذا ما قررت شن هجوم كهذا في المستقبل.    

وأكدت مصادر رفيعة المستوى في البيت الأبيض أن أوباما سيشدد أيضاً، في الخطاب الذي سيلقيه أمام المؤتمر السنوي لمنظمة إيباك، وكذلك خلال اللقاءين اللذين سيعقدهما مع كل من رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس، ورئيس الحكومة نتنياهو، على أن إسرائيل لن تواجه بمفردها البرنامج النووي الإيراني، وأن لدى الولايات المتحدة خطوطاً حمراً بشأن هذا البرنامج.

وأضافت هذه المصادر أن الرئيس الأميركي سيوضح لرئيس الحكومة أيضاً أن الولايات المتحدة مصممة على منع إيران من أن تتحول إلى دولة نووية، لكنها تعتقد أنه ما زال هناك متسع من الوقت لتنفيذ هذا الأمر من خلال العقوبات الاقتصادية والوسائل الدبلوماسية.

مع ذلك يبدو أن الخطوط الحمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة غير متطابقة مع الخطوط الحمر بالنسبة إلى إسرائيل. فالمسؤولون في إسرائيل يعتقدون أن إيران ستتجاوز هذه الخطوط بمجرّد امتلاكها القدرات التي تمكنها من إنتاج أول قنبلة نووية، بينما يعتقد المسؤولون في الإدارة الأميركية أن تجاوز هذه الخطوط سيتم لدى اتخاذ النظام في طهران قراراً حاسماً بإنتاج أسلحة نووية، وحتى الآن لم يتخذ هذا النظام قراراً كهذا.

هذا، وأكد الناطق بلسان البيت الأبيض جي كارني أمس (الخميس) أن الولايات المتحدة لم تغيّر سياستها إزاء إيران، لكنها ما زالت ملتزمة منع هذه الأخيرة من امتلاك أسلحة نووية، وشدد على أنه ما زال هناك وقت كاف لتحقيق هذا الأمر من خلال العقوبات المفروضة عليها.

من ناحية أخرى، كشف قائد سلاح الجو الأميركي الجنرال نورتون شفارتس أمس (الخميس) النقاب عن أن الجيش الأميركي أعدّ خططاً عسكرية متعددة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وهو جاهز لاستعمالها إذا ما اقتضت الحاجة.     

وذكرت صحيفة "هآرتس" (2/3/2012) أن مصدراً سياسياً رفيع المستوى في القدس أكد أمس (الخميس) أن الادعاء القائل بأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بشأن وقف هذه الأخيرة برنامجها النووي العسكري يشكل دليلاً على أن الوسائل الدبلوماسية كفيلة بكبح البرنامج النووي الإيراني، هو ادعاء باطل من أساسه. وشدد هذا المصدر على أن المسؤولين في كوريا الشمالية أعلنوا أكثر من مرة في السابق وقف برنامجهم النووي في مقابل حصولهم على مساعدات اقتصادية، لكنهم عادوا واستأنفوا دفع هذا البرنامج قدماً بعد حصولهم على هذه المساعدات.

وأضافت الصحيفة أنه في هذه الأثناء استمرت الاتصالات الحثيثة بين المسؤولين في كل من ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية والبيت الأبيض بهدف الاتفاق على صيغة البيان المشترك الذي من المتوقع أن يصدر في ختام اللقاء بين نتنياهو وأوباما يوم الاثنين المقبل. لكنها في الوقت نفسه أشارت إلى أن مصادر رفيعة المستوى في البيت الأبيض أكدت في الأيام القليلة الفائتة أن الرئيس الأميركي لا ينوي تصعيد الخط الهجومي الذي ينتهجه إزاء إيران كما تطالب إسرائيل. وقالت هذه المصادر إن هناك احتمالاً بأن يتخذ أوباما قراراً بتصعيد الخط الهجومي إزاء إيران في أثناء محادثاته المغلقة مع نتنياهو.

وكانت "هآرتس" قد نقلت يوم الثلاثاء الفائت عن مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس قوله إن رئيس الحكومة الإسرائيلية معنيّ أكثر من أي شيء آخر خلال الزيارة التي سيقوم بها للولايات المتحدة بأن يقنع الرئيس الأميركي بتصعيد الخط الهجومي الذي ينتهجه إزاء إيران، وبأن يحافظ على موقفه التقليدي الذي تعهد فيه بمنع إيران من أن تتحول إلى دولة نووية، وأن يؤكد على أن جميع الخيارات لتنفيذ هذا التعهد مطروحة في جدول أعماله.