تعزيز التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل من خلال توطيد التعاون الاقتصادي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       خلال الزيارة التي قام بها باراك أوباما لإسرائيل في الشهر الماضي، جرى الاحتفال بمرور 65 عاماً من الصداقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتشديد على أن التحالف بين الدولتين يستند إلى القيم المشتركة، ومبادىء الديمقراطية، والإيمان بأن علينا أن نمنح مواطنينا الفرصة والحرية في العيش في مجتمعات أكثر عدلاً.

·       وشدد الرئيس أوباما في الخطاب الذي ألقاه في القدس على التعاون بين الإسرائيليين والأميركيين من أجل تحقيق التقدم في ثلاثة مجالات تؤثر في زمننا الحاضر هي: الأمن، والسلام، والازدهار. وأكد الرئيس أن العلاقات الأمنية بين الدولتين لم تكن قوية كما هي عليه اليوم، كما كرر التزام أميركا أمن إسرائيل. وكانت رسالة الرئيس أوباما واضحة: مادامت الولايات المتحدة موجودة، فإن إسرائيل لن تكون وحدها. وجدّد الرئيس أوباما التزامه استئناف المساعي من أجل تحقيق السلام، ومعاودة المفاوضات التي ستؤدي إلى قيام دولتين لشعبين - دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل آمنة وديمقراطية ويهودية، قائلاً إننا ندرك المصاعب التي تكتنف هذه المهمة، لكن القيام بها هو واجب علينا إزاء الأجيال المقبلة.

·       أمّا المجال الثالث الذي اهتم به الرئيس الأميركي فهو الازدهار، أي علاقات اقتصادية وتجارية قوية بين الدولتين. وغالباً ما يجري تناسي العامل الاقتصادي في ظل الموضوعات التي تتناول الأمن والسلام، لكن هذا العامل لا يقلّ أهمية، لأنه يعكس مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وهذه العلاقات لا تعني الازدهار وإيجاد فرص للعمل فقط، بل أيضاً التعاون الذي سيسمح لدولتينا بمواجهة التحديات التي يطرحها القرن الواحد والعشرين، سواء تلك المتعلقة بتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، أو المحافظة على البيئة وعلى الموارد الطبيعية، أو حماية البنية التحتية الإلكترونية من الإرهاب والهجمات.

·       منذ قيام دولة إسرائيل شهدت العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة نمواً مطرداً، وأصبحت الولايات المتحدة اليوم أكبر شريك تجاري لإسرائيل. ويفوق حجم التجارة المتبادلة بين الدولتين 40 مليار دولار سنوياً، كما يبلغ مجموع الاستثمارات الأميركية في إسرائيل والاستثمارات الإسرائيلية في أميركا 20 مليار دولار. وتقوم الشركات الأميركية ومَن يمثلها بتشغيل نحو 60 ألف إسرائيلي بصورة مباشرة، وهو ما يشكل لا أقل من 2% من اليد العاملة في إسرائيل. وفي المقابل توفّر الشركات الإسرائيلية عشرات آلاف الوظائف في الولايات المتحدة.

·       وعلى الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها التعاون الاقتصادي فيما بيننا، فإنه لا يزال هناك إمكان كبير للنمو، وعلينا اتخاذ خطوات جديدة من أجل تعزيز التجارة وتحسين التعاون لمواجهة قضايا مهمة مثل الطاقة والبيئة والتعاون العلمي وحماية الإنترنت، الأمر الذي يعبّد الطريق أمام جيل جديد من التحديث والازدهار الاقتصادي. فعلى سبيل المثال، فإن اكتشافات الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط، والموارد الموفّرة حالياً من أجل تطوير هذا القطاع عبر الشراكة بين الشركات الأميركية والإسرائيلية، من شأنهما أن يغيّرا بصورة جذرية مشهد الطاقة في إسرائيل.

 

·       وتُعتبر الحماية الإلكترونية بين المجالات الجديدة والمهمة للتعاون بين الدولتين، فخلال الأشهر الأخيرة حاول إرهابيون مهاجمة المواقع الإلكترونية في أميركا وإسرائيل. وآمل أن يتم تعزيز التعاون بين خبراء الإنترنت فيما بيننا للدفاع بصورة أفضل عن هذه البنية التحتية الشديدة الأهمية.