نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مصادر استخباراتية أميركية رفيعة المستوى أن مسؤولين إسرائيليين كباراً أوضحوا لنظرائهم الأميركيين الذين زاروا إسرائيل في الأسابيع الماضية أنهم لن يعلموهم مسبقاً بالهجوم الذي ستشنه القوات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية في حال قررت القيام بذلك. وجاء هذا الكلام بعد الزيارات الأخيرة لإسرائيل التي قام بها كل من مستشار الرئيس أوباما للأمن القومي توني دونيلو، ورئيس الاستخبارات جايمس كالفر. ومن المتوقع أن يلتقي اليوم وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ودونيلو ويبحث معهما الموضوع الإيراني. وغداً سيلتقي باراك نظيرة الأميركي ليون بانيتا، وذلك قبل أسبوع من القمة التي سيعقدها نتنياهو مع أوباما في البيت الأبيض.
واستناداً إلى المصادر الاستخباراتية الأميركية فإن سبب عدم إعلام إسرائيل الولايات المتحدة مسبقاً بالهجوم على إيران هو من أجل رفع المسؤولية عن الأميركيين وأيضاً منعهم من عرقلة الهجوم. وفي رأيهم يعكس هذا القرار الإحباط الذي تشعر به القدس، وذلك بعد أن توصل الزعماء في إسرائيل إلى الاستنتاج بأن الأميركيين لا ينوون خوض معركة عسكرية ضد إيران قبل الانتخابات الرئاسية، وأنهم يعارضون هجوماً إسرائيلياً منفرداً.
يقول الأميركيون في اجتماعاتهم مع الإسرائيليين إن كل هجوم تقوم به إسرائيل ستتهم الولايات المتحدة بأنها شريكة فيه، وستصبح قواتها في الشرق الأوسط هدفاً للهجوم المضاد الذي ستشنه إيران. وقد حاول الأميركيون في الأشهر الأخيرة إقناع الإسرائيليين بأن الهجوم على المنشآت النووية في إيران سيؤخر لبعض الوقت تقدم المشروع النووي، لكنه سيتسبب بعاصفة دولية ستقوض المساعي الآيلة إلى دفع إيران إلى التخلي عن مشروعها النووي من خلال العقوبات الاقتصادية.
ولقد وصل الخلاف الأميركي - الإسرائيلي في هذا الشأن إلى الصحف الأميركية، وذلك في خطوة أميركية مقصودة غايتها خلق رأي عام مؤيد للإدارة الأميركية.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين كبار في القدس، أن الملاحظات التي يبديها المسؤولون الأميركيون في الفترة الأخيرة تصور إسرائيل وليس إيران بأنها هي المشكلة، الأمر الذي يشجع طهران على مواصلة التقدم في مشروعها النووي.