إسرائيل تخطط لمد شبكة خطوط سكك حديد بطول 475 كيلومتراً لخدمة المستوطنات في الضفة الغربية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

انتهت مصلحة القطارات الإسرائيلية من إعداد خطة لمد شبكة خطوط سكك حديد في الضفة الغربية تهدف إلى خدمة الاستيطان والمستوطنين في المناطق [المحتلة]، ويصل طولها إلى 475 كيلومتراً.

وعلمت صحيفة "هآرتس" أن هذه الخطة أعدت بموجب تعليمات صادرة عن وزير المواصلات يسرائيل كاتس [ليكود] وتشمل مد 11 خطاً للسكة الحديد، وجرى عرضها في كانون الأول/ ديسمبر الفائت أمام مجلس التخطيط الأعلى في "الإدارة المدنية" لمنطقة الضفة الغربية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، وذلك بهدف الاستمرار في إجراءات التخطيط اللاحقة، وإدخال تعديلات على الخطة.

تجدر الإشارة إلى أن الوزير كاتس أعلن عدة مرات منذ أن تولى منصبه هذا نيته مد شبكة خطوط سكك حديد ومحطات قطار في الضفة الغربية، كما أعلن تخصيص مبلغ 3 ملايين شيكل من أجل تخطيط مسار خط سكة حديد يربط بين مدينة روش هعاين [راس العين] المتاخمة للخط الأخضر ومدينة نابلس في عمق أراضي الضفة الغربية، وقد تم الانتهاء بصورة مفصلة من تخطيط مسار أول مرحلة من هذا الخط والذي يصل إلى مستوطنة أريئيل جنوبي نابلس.

ووفقاً لهذه الخطة فإن أحد خطوط شبكة سكك الحديد، ويدعى "خط ظهر الجبل"، يمر في مدن جنين ونابلس ورام الله والقدس ومستوطنة معاليه أدوميم [الواقعة بين القدس وأريحا]، ويستمر من هناك حتى مدينتي بيت لحم والخليل.

ويمر خط آخر يدعى "خط غور الأردن" بموازاة منطقة الحدود مع الأردن ويربط بين مدينة إيلات في جنوب إسرائيل والبحر الميت وأريحا وبيت شان [بيسان] في شمال الغور، ومن هناك يتجه نحو حيفا وسورية.

وتشمل الخطة مزيداً من خطوط سكك الحديد على عرض الضفة الغربية، وهي أقصر من الخطين السابقين، بينها "خط نابلس"، و"خط نابلس - طولكرم"، و"خط رام الله - جسر اللنبي" [الذي يقع شرقي أريحا ويشكل معبراً بين الضفة الغربية والأردن].

كما تشمل الخطة خط سكة حديد يربط بين القدس وتل أبيب ويمر في أراضي الضفة الغربية، وخطاً بين القدس واللد يمر أيضاً في أراضي الضفة الغربية، وخطاً يبدأ من القدس ويلتف من حول رام الله وصولاً إلى خط سكة الحديد المركزية. ويجري التخطيط لخطين في الجنوب، الأول يربط بين بلدة كريات جات ومدينة الخليل، والثاني يربط بين مدينتي الخليل وبئر السبع.

وجرى إعداد هذه الخطة بكلفة مليون شيكل، علماً بأن وزارة الدفاع هي المسؤولة عن مشروعات بنى تحتية من هذا القبيل من خلال "الإدارة المدنية"، وذلك لكون الضفة الغربية منطقة خاضعة للاحتلال الإسرائيلي.

وعلى ما يبدو فإن شبكة خطوط سكك الحديد هذه ستخدم الإسرائيليين والفلسطينيين، كذلك فإن الخطة تأخذ في الاعتبار تنفيذ أعمال بنى تحتية تحضيراً لمد خطوط سكك حديد في المستقبل باتجاه قطاع غزة، والدول العربية المجاورة.

وقالت مصادر رفيعة المستوى في مجلس التخطيط الأعلى في "الإدارة المدنية" لصحيفة "هآرتس" إن ثمة حاجة إلى حفر نفق تحت مدينة نابلس كي يكون في الإمكان تنفيذ هذه الخطة.

وقال رئيس لجنة التخطيط الأعلى المهندس شلومو موسكوفيتش إن جميع خطوط سكك الحديد المشمولة في الخطة تمر إمّا في مناطق "أ" الخاضعة للسيطرة الأمنية والإدارية الفلسطينية الكاملة بموجب اتفاقيات أوسلو، وإمّا في مناطق "ب" الخاضعة للسيطرة الإدارية الفلسطينية والسيطرة الأمنية الإسرائيلية، وتوقع أن يعارض الفلسطينيون هذه الخطة مشيراً إلى أنه "يمكنهم أن يقولوا إنه من دون موافقتهم على الخطة، فإنها تصبح عديمة القيمة."

تجدر الإشارة إلى أنه باستثناء خط سكة الحديد بين روش هعاين ومستوطنة أريئيل فإن احتمال إخراج هذه الخطة إلى حيز التنفيذ ضئيل للغاية، وذلك لأسباب سياسية وقانونية وإشكالية تتعلق برصد الميزانيات اللازمة، والحاجة إلى التعاون مع السلطة الفلسطينية.

مع ذلك، في حال تنفيذ هذه الخطة، فإنها ستنطوي على أهمية بعيدة المدى، وستغدو أي خطة بناء في أراضي الضفة الغربية، سواء في قرية فلسطينية أو في مستوطنة، خاضعة لمسارات خطوط سكك الحديد.