يجب على الأسد أن يصغي جيداً إلى ما يقوله نتنياهو ويعلون
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • إن أهم ما يميز الأحداث في سورية هو الغموض الكبير. ففي حين يبدو من المؤكد أن الولايات المتحدة والأسطول السادس سيهاجمان أهدافاً لنظام بشار الأسد، إلا أنه ليس واضحاً بعد حجم الهجوم وهدفه، ولا حتى ساعة الصفر وما هو المقصود بالحديث عن "ضربة محدودة".
  • من المتعارف عليه في مثل هذه الأوضاع التي هي قاب قوسين أو أدنى من الحرب، أن ترد الأطراف العربية على ما يحدث بلغة معادية للسامية. وعلى الرغم من حرص إسرائيل على عدم الاقتراب من ساحة المعارك، فقد تحولت إلى هدف لهجوم مصطنع من جانب الناطقين باسم الحكومة السورية ومن جانب الإيرانيين الذين يقفون وراءهم. فاليهود هم دائماً متهمون ومسؤولون عما يحدث.
  • لقد سبق أن سمعنا كلاماً من هذا النوع من جانب صدام حسين الذي أطلق عشرات الصواريخ على إسرائيل. واستجاب يتسحاق شامير يومها إلى ضغوط الأميركيين ولم يرد، وسمح للأميركيين بمعاقبة الرئيس العراقي. وشكل عدم تدخل شامير في حرب العراق الأولى موضع خلاف، لكنه في رأيي أحسن التصرف على الرغم من وجود آراء أخرى. وفي جميع الأحوال، فإن الوضع في هذه الجولة مختلف.
  • يجب ألا ننسى أنه في أعقاب خطف الجنديين الإسرائيليين في تموز/يوليو 2006 قبل العالم بالرد الإسرائيلي على عملية الخطف بما شمل حينها تدمير الضاحية الشيعية في بيروت. يومها منحت الدول الغربية وأغلبية الدول العربية إسرائيل فترة زمنية طويلة للرد العسكري، وإسرائيل نفسها تتحمل مسؤولية الإخفاق الذي حدث إبان حرب لبنان الثانية.
  • ما كان ممكناً بعد خطف الجنديين الإسرائيليين هو اليوم ممكن أضعافاً مضاعفة في مواجهة المجزرة التي ارتكبها بشار الأسد ضد أبناء شعبه بالسلاح الكيميائي. إن نفور العالم من نظامه الوحشي سيسهم في تفهم العالم للرد الإسرائيلي في حال نفذ الأسد تهديداته وهاجم إسرائيل على الرغم من عدم تدخلها بما يجري.
  • لو كنت مكان الأسد لأصغيت جيداً إلى كلام بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون وبني غانتس بأن الهجوم على إسرائيل سيرد عليه بيد من حديد وسيؤدي إلى سقوطه. لقد حدد نتنياهو سبب الحرب متعهداً الرد على أي هجوم سوري بحرب شعواء ضد الأسد، فهو مجبر على ذلك، ويبدو أنه في حال حدوث ذلك فليس هناك من حاجة إلى تشجيعه.
  • من المنطقي أن يكون الأسد مجرم حرب، لكنه عقلاني. ففي مقدور إسرائيل شل قدرته على مواصلة حربه ضد الثوار وبالتالي حسم مصير المعركة، ويكفي أن تشل حركة مطاراته، وليس هناك شك في أن الجيش الإسرائيلي قد يستغل هذه المناسبة من أجل القضاء على الخطر الاستراتيجي الذي تشكله مخازن السلاح الكيميائي لديه.
  • في حال هوجمت إسرائيل، فإن هامش عمل الجيش الإسرائيلي سيكون واسعاً، ولن يتكرر مشهد حرب لبنان الثانية. لا تريد إسرائيل الدخول في الحرب، ولكنها في حال فرضت عليها، فإن المعركة ستكون أقصر مما يتوقعه المتشائمون.