التهديد العسكري السوري لإسرائيل لم يعد يستلزم جهوزية طارئة على المستوى القومي
تاريخ المقال
المصدر
- ليس من المبالغة القول إن التهديد العسكري الذي كانت سورية تشكله على إسرائيل تراجع كثيراً تحت وطأة الحرب الأهلية الدائرة فيها منذ أكثر من عامين، ولم يعد هذا التهديد يستلزم من إسرائيل أي جهوزية طارئة على المستوى القومي. ومع ذلك، فإن أكثر ما يشغل بال المسؤولين في إسرائيل في الوقت الحالي هو كيف يمكن أن تكون ردة فعل سورية في حال تعرضها لهجوم عسكري أميركي عقاباً لنظامها على استخدام سلاح كيميائي ضد المتمردين.
- إن الجواب عن مثل هذا الأمر مرهون إلى حد بعيد بطابع العملية العسكرية التي ستقدم عليها الولايات المتحدة ضد سورية. ففي حال قصفت عدة أهداف عسكرية سورية بأعداد قليلة من صواريخ توماهوك، ثمة احتمال كبير بأن يحتوي السوريون هكذا هجوم ولا يقدموا على أي ردة فعل. لكن في حال قصف الأهداف نفسها بمئات الصواريخ وإلحاق أضرار بمنشآت استراتيجية ستزداد الحاجة لدى سورية إلى تنفيذ عمليات انتقامية.
- لقد أثبتت تجارب الماضي أن الإدارة الأميركية حرصت دوماً على إنذار إسرائيل في كل مرة كانت فيها عرضة لشن هجوم عسكري عليها. بناء على ذلك، يمكن التقدير أنه في حال وجود احتمال كبير بأن تكون عرضة لهجوم عليها [من جانب سورية] فإنها ستتلقى إنذاراً في هذا الشأن مع اقتراب موعد توجيه الضربة العسكرية الأميركية، وفي وقت يتيح لها إمكان الاستعداد لمواجهة هجوم من هذا القبيل.
- وتسود [في إسرائيل] تقديرات أمنية بأن الضربة الأميركية لسورية يمكن أن تنفذ خلال الفترة الممتدة من نهاية الأسبوع الحالي حتى بداية الأسبوع المقبل، إذ إنه من المقرّر أن يقوم الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الثلاثاء المقبل بزيارة رسمية إلى روسيا للاشتراك في قمة الدول الصناعية الـ22، وعلى ما يبدو فإنه يرغب في أن تتم هذه الزيارة بعد تنفيذ تلك الضربة.
إن الأمر الوحيد المؤكد الآن أنه في حال توجيه الولايات المتحدة ضربة محدودة إلى سورية، يمكن الافتراض بأن إيران وروسيا لن تسمحا للرئيس بشار الأسد بأن يتورط في شن هجوم عسكري على إسرائيل من شأنه أن يتسبب بسقوط نظامه، كما يُفهم من التهديد الذي وجهه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الثلاثاء).