من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يعرض الموقع الإلكتروني الأميركي costofwar.com تقديرات بشأن تكلفة الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة في العراق وفي أفغانستان، والتي تبلغ أرقاماً خيالية تصل إلى أكثر من ترليون و402 مليار دولار. وما يثير الغضب هو أن هذا الإنفاق الهائل لم يجعل الولايات المتحدة أكثر أمناً جرّاء هذه الحروب.
· والمفارقة أنه في الوقت الذي يمكن تقدير تكلفة الحروب بأرقام واضحة، فإنه لا توجد طريقة للتوصل إلى تصور رقمي لمفهوم الأمن، كما لا يمكن أن نثبت أن كل ما ننفقه على الأمن إنما نحصل جرّاءه على مقابل أكبر، ولا يمكن إثبات العكس أيضاً، أي إذا أنفقنا أقل على الأمن فإننا نحصل على نتيجة أقل. ومن هنا يمكن القول إن الذي يحدد هذا الإنفاق ليس التهديدات الأمنية، وإنما القدرة الاقتصادية.
· تدّعي إسرائيل أنها غير قادرة على تغيير خريطة التهديدات الأمنية لدى قيامها بوضع ميزانيتها الأمنية. فالجميع أعداء لإسرائيل، وهل من الممكن عدم الاستعداد للحرب ضد الخطر الإيراني، أو تجاهل خطر صواريخ حزب الله؟
· لكن هنا يكمن الخطأ، ففي الوقت الذي تبدو إيران ولبنان مثل البقرات المقدسة الحلوب في وزارة الدفاع، هناك أيضاً النزاع مع الفلسطينيين. إذ يبدو من المستحيل تقريباً اكتشاف تكلفة الاحتلال من خلال أرقام الميزانية، كما لو أن ذلك يشكل سراً من أسرار الدولة الدفينة. لكن استناداً إلى بحث قام به مركز أدفا، فإن الحكومة، منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى في سنة 1987، أنفقت قرابة 31 مليار دولار على عدد من البنود مثل بناء جدار الفصل، وخطة الانفصال عن غزة، وتطوير "القبة الحديدية"، أو تحصين مستوطنات غلاف غزة. وخلال العديد من الأعوام كان تقدير عدد من الخبراء أن تكلفة الاحتلال خلال الأعوام الأربعين الأولى بلغت نحو 50 مليار دولار، بينما يُقدّر خبراء آخرون أن الرقم يبلغ الضعف. ويبدو أن الدولة نفسها لا تعرف تماماً تكلفة الاحتلال الدقيقة.
· لكن هذا لن يغير شيئاً، ما دامت إسرائيل تعتبر الاحتلال عنصراً أساسياً في عقيدتها الأمنية، مثله مثل الخطر الإيراني. وأننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً إزاء ذلك، فالاحتلال باق وهو إلى الأبد مهما يكلّف. أما الحقيقة فهي أن الاحتلال هو الخطر الخفي الذي لا يظهر في الميزانية.
· إن هذا هو التحدي المطروح على وزير المال يائير لبيد الذي يبحث اليوم عن مادة يستطيع أن يسد بها العجز الكبير في الميزانية، وربما يتعين عليه أن يطرح سؤالاً واحداً على قسم الميزانية: ما هو الربح الذي سنجنيه في حال تخلصنا من الاحتلال؟