بعد مرور 80 عاماً على المحرقة: اليهود ليسوا وحدهم، وما حدث لن يتكرر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       أكثر من 80 عاماً مرت على صعود الحزب النازي برئاسة أدولف هتلر إلى السلطة في ألمانيا. ومرت أربعة أجيال على المحرقة النازية، وأكثر من 65 عاماً على قيام إسرائيل وعلى الحروب والأزمات. وقد علمتنا تجربة الماضي درساً هو العكس تماماً لما كان يقال سابقاً من أنه في الدفاع عن وجودنا القومي، فإنه لا قيمة للتحالفات الدولية مع دول المنطقة ومع الدول العظمى في العالم. ففي العالم الحالي الذي يشهد تطورات سريعة، فإن الحكمة السياسية تقتضي التعرف إلى التغيرات قبل وقوعها والعمل على الحصول على الدعم.

·       إن التطبيق العملي لهذا الدرس ليس أمراً مفروغاً منه. فحتى عندما كانت ألمانيا عدواً شرساً للشعب اليهودي، كان هناك أطراف في اليشوف العبري حاولت إقامة صلة معها ضد بريطانيا التي كانت تمثل سلطة الانتداب في أرض إسرائيل. كما كان هناك أطراف أُخرى في هذا اليشوف تجاهلت النتائج المهمة للاتفاق بين مولوتوف ـ ريبنتروب [المعاهدة التي وقّعها في سنة 1939 وزير الخارجية الألماني ريبنتروب ونظيرة السوفياتي مولوتوف، والتي تضمنت بروتوكولاً سرياً يقسم شمال أوروبا وشرقها إلى مناطق نفوذ سوفياتي وألماني]، والتي كانت عملياً بمثابة اتفاق بين ستالين وهتلر، مُنح بواسطته الرايخ الثالث حرية التصرف في شرق أوروبا وغربها، وصولاً إلى إخضاع فرنسا وتقريباً بريطانيا. وبعد أن تحوّل هتلر ضد ستالين وقف السوفيات مع الجهة الصحيحة في الحرب العالمية الثانية. ومع نهاية هذه الحرب ساهم السوفيات في قيام دولة إسرائيل، لكنهم فيما بعد وقفوا إلى جانب أعدائها وقاموا بتسليحهم وساهموا في التصعيد.

·       لقد وقفت الولايات المتحدة موقفاً غير مبال حيال التقارير القادمة من أوروبا بشأن محرقة اليهود، لكنها فيما بعد انضمت إلى الحرب بعدما أعلن كل من اليابان وألمانيا الحرب عليها، واستطاعت أن تحسم الأمر وترجح الكفة. وكان لتأنيب الضمير لدى المجتمع الأميركي وزعامته وزن كبير في موافقة الولايات المتحدة على قيام دولة إسرائيل وتقديم الدعم السياسي والأمني والاقتصادي لها منذ ذلك الحين.

·       لكن هناك نماذج أُخرى لكيفية انقلاب العلاقات بين إسرائيل وفرنسا وتركيا، وبصورة خاصة مع ألمانيا، والعنوان الأساسي لهذا كله قدّمه الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته لإسرائيل الشهر الماضي عندما قال: أيها الإسرائيليون، ويقصد اليهود، "لستم وحدكم".

·       إن الحؤول دون وقوع محرقة جديدة هو الهدف الأعلى للحكومة والجيش الإسرائيلي، لكن من أجل تحقيق هذا الهدف، فإن المطلوب هو سياسة يقظة ومعتدلة، تمنع وقوع إسرائيل في عزلة تكتنفها الكوارث.