· من المتوقع أن يقوم وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، الذي سيبدأ اليوم (الثلاثاء) زيارة رسمية لإسرائيل، بعرض خطة عملانية تعكف وزارة الدفاع الأميركية على بلورتها وتهدف إلى كبح البرنامج النووي الإيراني وشلّ نظام آيات الله في طهران، على كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، وكبار قادة المؤسسة الأمنية. والغاية من وراء ذلك هي تمرير رسالة واضحة فحواها أن واشنطن مصرة على منع إسرائيل من الإقدام على شن أي هجوم عسكري من جانب واحد على المنشآت النووية الإيرانية، وأن إقدامها على خطوة كهذه سيعني تجاوزاً لخط أحمر لا يمكن للولايات المتحدة أن تتحمله.
· ولا شك في أن جواً من عدم الثقة يسود بين رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما، وقد تعزز أكثر فأكثر هذا الأسبوع في إثر زيارة المرشح الجمهوري ميت رومني لإسرائيل. وعلى ما يبدو فإن لجوء بانيتا إلى وضع مسؤولين إسرائيليين آخرين عدا رئيس الحكومة في صورة الخطة التي تعدها واشنطن لكبح إيران يهدف إلى إقناع الجانب الإسرائيلي بضرورة عدم شن أي هجوم عسكري على إيران، وذلك من خلال الالتفاف على رئيس الحكومة.
· على صعيد آخر، يشدد المسؤولون الأميركيون على أمرين: أولاً، أن إسرائيل لا تملك الوسائل المطلوبة لكبح البرنامج النووي الإيراني، وذلك خلافاً للولايات المتحدة التي تملك وسائل كهذه؛ ثانياً، أن الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي لم يقرر بعد موعد البدء بتنفيذ المرحلة العملانية من إنتاج القنبلة النووية، وأن ذلك لن يتم قبل عام ونصف العام على الأقل.
· كما يحذر المسؤولون الأميركيون من مغبة الإقدام على أي خطوة إسرائيلية من جانب واحد قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ويؤكدون أن الإقدام على خطوة كهذه سيتسبب باندلاع حرب إقليمية ستلحق أضراراً كبيرة بإسرائيل. وفي الوقت نفسه تبدي إدارة أوباما استعدادها لتزويد إسرائيل بجميع الوسائل القتالية التي ترغب فيها.
· ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أن الإدارة الأميركية تقوم بهذا كله من دون أن تتغاضى عن حقيقة أن قادة المؤسسة الأمنية في إسرائيل يعارضون شن أي هجوم عسكري على إيران من دون الحصول على دعم أميركي. ويدرك المسؤولون في هذه الإدارة أن كلاً من رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بني غانتس، وقائد سلاح الجو اللواء أمير إيشل، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] اللواء أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الموساد تامير باردو، ورئيس جهاز الأمن العام [شاباك] يورام كوهين، يعارضون إقدام إسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية من دون دعم الولايات المتحدة. كما أن هؤلاء المسؤولين يدركون أن كبار القادة السابقين للمؤسسة الأمنية، وفي مقدمهم رئيس الموساد السابق مئير داغان، ورئيس هيئة الأركان العامة السابق غابي أشكنازي، ورئيس جهاز شاباك السابق يوفال ديسكين، يتبنون هذا الموقف.