سقوط صاروخ غراد في بئر السبع هو تحدي مهم للردع الإسرائيلي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       واجهت إسرائيل أمس أهم مشكلة تعترضها منذ عملية الرصاص المسبوك، ألا وهي كيفية الرد على إطلاق صاروخ غراد على بئر السبع. فإذا كان ردها ضعيفاً جداً فإن التنظيمات الإرهابية ستعتبره دليلاً على أن إسرائيل ضعيفة، وخائفة، وتم ردعها. والجهاد الإسلامي المسؤول عن إطلاق الصاروخ لا يرغب بأكثر من ذلك كي يتحرك مجدداً. كما أن ذلك سيشجع التنظيمات الأخرى مثل لجان المقاومة على تقليد هذه العملية الناجحة، ومن المحتمل أن يهب نشطاء في حماس ليقولوا أن الوقت قد حان لاستئناف العمليات.

·       من جهة أخرى، فإن الرد القاسي جداً من شأنه أن يورط إسرائيل. فالمنطقة حساسة، وأجزاء منها تشتعل، والأنظمة تهتز. وهناك مسألة واحدة تستطيع أن توحد بين القذافي وعبد الله  والبرادعي ونصر الله، هي كراهية إسرائيل. وبالتأكيد، فإن العالم لن يتعاطف معنا، وحتى الولايات المتحدة ستجد هذه المرة صعوبة في استخدام الفيتو للمرة الثانية في أقل من أسبوع.

·       لقد كان يتعين على إسرائيل أن ترد، ولكنها لم تكن ترغب بذلك. إنها تدرك أن عليها أن تضرب بقوة، لأن ما جرى بالأمس هو تجاوز للخط الوهمي الذي يفصل بين ما يمكن استيعابه وبين ما هو ممنوع حدوثه. وهذا الخط الذي سمح بالرد على 58 صاروخاً أُطلق منذ بداية العام حتى الأمس، من المفترض أنه يتطلب رداً مهماً على إطلاق صاروخ واحد خلال ساعات المساء على وسط مدينة مكتظة بالسكان، لأنه إذا لم نرد فإن الخوف سيعود ليس إلى بئر السبع وحدها وليس لمساء واحد فقط.

·       ولكن، على الرغم من ذلك، فمن الواضح للجميع أنه ينبغي أن نعد حتى العشرة قبل أن نرد، بغض النظر عن شكل الرد. وليس من المفيد أن تنجر إلى قواعد اللعبة لهذا التنظيم الذي سلاحه إيراني، ومنطقه جهادي ويريد جرنا إلى دوامة. وحتى بعد خسارتنا لمصر كوسيط، هناك كثير من الآليات التي يمكن استخدامها، ومن الكوابح التي يمكن توضيحها للطرف الآخر، بحيث تكون هذه محاولته الأولى والأخيرة. لكن من الصعب أن نفعل ذلك من دون توجيه ضربة قوية يدفع ثمنها الطرف الآخر، وعلينا ألا ننسى أن هذا الثمن له ثمن أيضاً. وهذا ما يدركه رئيس الأركان الجديد اللواء بِني غانتس في اختباره الأول، والذي يدرك أنه إذا كان عليه أن يختار بين أن يكون متسامحاً أو مقاتلاً، من الأفضل أن يكون براغماتياً.

·       لقد مر عامان على عملية الرصاص المسبوك، وهذه هي المرة الأولى بعدها التي تواجه إسرائيل فيها تحدياً مهماً لقوتها الردعية في مواجهة القطاع. كما أنها المرة الأولى منذ انتخاب نتنياهو الذي يتعين عليه فيها أن يتخذ قراراً أمنياً من شأنه أن يؤدي إلى التصعيد.

·       إن التوقيت سيىء، فالشرق الأوسط يغلي، وشرعية إسرائيل توازي الصفر، لكن علينا أن نرد. وحتى الأمس كانت كل البدائل بالنسبة إلى إسرائيل سيئة، ولكننا نأمل أن يجري اختيار الأقل سوءاً من بين هذه البدائل.