من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
أبدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تحفظه إزاء الاتصالات التي يجريها السيناتور جون كيري، رئيس لجنة الخارجية في مجلس النواب الأميركي والمقرّب من الرئيس باراك أوباما، في الأشهر الأخيرة، مع الرئيس السوري بشار الأسد، والتي تهدف إلى بلورة خطة جديدة لاستئناف المفاوضات بين سورية وإسرائيل. ويعتقد نتنياهو أن الأسد غير جاد في نيّته التوصل إلى سلام مع إسرائيل.
وقد التقى كيري بالأسد خمس مرات على مدار العامين الفائتين، وفي كل لقاء كان يجري بحث موضوع استئناف المفاوضات السياسية بين سورية وإسرائيل، غير أن المحادثات بين الجانبين انتقلت قبل بضعة أشهر إلى مسار عملي أكثر. ووفقاً لما يؤكده موظفون إسرائيليون كبار ودبلوماسيون أوروبيون، فأن السيناتور كيري بدأ مع الأسد ببلورة ورقة موقف غير رسمية تحدّد مبادئ المفاوضات مع إسرائيل وشروط البدء بها. وقد أحيط الرئيس أوباما ومستشاروه علماً بتفاصيل هذه المحادثات.
ويتناول المبدأ الأول المطلب السوري الأساسي وهو انسحاب إسرائيل بصورة كاملة من هضبة الجولان. وقد تمت صياغته على غرار الصيغة التي استخدمت أثناء ولاية رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، والتي تقول إن المفاوضات تجري وفقاً لمبدأ الأرض مقابل السلام، وبما يتلاءم مع مؤتمر مدريد وقرارات الأمم المتحدة.
في المقابل، حاول كيري بلورة مبدأ يستجيب لمطلب إسرائيل بأن تنفصل سورية عن إيران وحزب الله. وكان هذا المبدأ قد طرح خلال المفاوضات التي أجراها أولمرت مع السوريين بوساطة تركية.
هذا، وقام كيري بإطلاع نتنياهو ومستشاره لشؤون الأمن القومي عوزي أراد، الذي استقال من منصبه مؤخراً، على تفاصيل اتصالاته مع الأسد. وكان أحياناً يقوم بزيارة لإسرائيل إمّا قبل هذه الاتصالات وإمّا بعدها. كما كان من المقرّر أن يقوم بزيارة أخرى لإسرائيل في أواخر كانون الثاني/ يناير الفائت، لكنها أُلغيت في آخر لحظة في ضوء الأوضاع المتأزمة في كل من لبنان ومصر.
وقال مصدر رفيع المستوى في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية لصحيفة "هآرتس": "إن كيري يعمل على بلورة مجرد ورقة، وسبق لمسؤولين فرنسيين وبلغار وبرازيليين أن حملوا رسائل شبيهة من دمشق، وإن نتنياهو لا يعتقد أن الأسد جاد، ولا يرى أن لديه استعداداً حقيقياً للتوصل إلى سلام مع إسرائيل".
يشكك نتنياهو بمبادرة كيري، ولكنه يتجنّب مهاجمتها. وهو يرى أن االصيغ الغامضة بشأن مستقبل العلاقات بين سورية وإيران وحزب الله لا تكفي.