نتنياهو في أزمة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       تعكس استقالة عوزي أراد من منصبه كمستشار للأمن القومي وكرئيس لمجلس الأمن القومي، أزمة عميقة في عمل بنيامين نتنياهو، ذلك بأن رحيل شخص مقرب منه مثل أراد، وهو من المسؤولين القدامى الكبار في طاقم نتنياهو، يدل على عدم الثقة برئيس الحكومة. كما أن الاستقالة التي أتت رداً على رفض وزير الخارجية تعيين أراد سفيراً في لندن، إنما تدل على ضعف نتنياهو المتزايد في مواجهة ليبرمان، الرجل الأقوى في الحكومة.

·       قبل 12 عاماً، عمل نتنياهو في نهاية ولايته الأولى في رئاسة الحكومة، على تشكيل مجلس الأمن القومي. لقد كانت الفكرة جيدة وإن لم تكن مبتكرة، إذ إنها نسخة عن اللجنة البريطانية الملكية للأمن، وعن مجلس الأمن القومي الأميركي.

·       لكن النيات الطيبة ما لبثت أن اصطدمت بالواقع السياسي والتنظيمي، فوزارتا الأمن والخارجية، وكذلك قيادة الأركان العامة للجيش، والأجهزة الاستخباراتية ـ الموساد، والأمن العام الشاباك، والاستخبارات العسكرية، لا ترحب بتقاسم صلاحياتها مع طرف جديد، مقرب من رئيس الحكومة. وسرعان ما اكتشف الوزراء والمسؤولون عن الأجهزة أن رؤساء الحكومة لا يرغبون في التصادم معهم، فجرى سن قانون يقضي بتشكيل مجلس الأمن القومي، لكن هذا المجلس لم يكن يملك نفوذاً على أرض الواقع، وقام بالمهمات المطلوبة منه جزئياً، إذ شكل مصدراً للمعلومات بالنسبة إلى اللجان المختصة بالأمن (داخل الحكومة، وبالنسبة إلى طاقم الوزراء السبعة)، لكن تأثيره لدى رئيس الحكومة، وفي أداء الحكومة إجمالاً، كان ضئيلاً.

·       من المحتمل أن يكون دان مريدور وموشيه يعالون راضيين عن عمل مجلس الأمن القومي، لكن نتنياهو أسير لليبرمان وإيهود باراك، وقد فضّل مكتبه العمل مع مستشارين آخرين ومع مبعوثين من الخارج.

·       تعود إخفاقات الحكومة بصورة أساسية إلى شخصية نتنياهو، وإلى افتقاره إلى خط سياسي واضح، ومن هنا، فإن تحسين عمل مجلس الأمن القومي، وتعيين رئيس قوي وفعال، سينتظران مجيء رئيس حكومة آخر.