بدء العد العكسي للسلاح النووي الإيراني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       منذ أكثر من 12 عاماً يتابع العالم عن كثب تقدم المشروع النووي الإيراني الذي يهدف إلى امتلاك السلاح النووي وإنتاجه، والمدعوم بمنظومة من الصواريخ الباليستية البعيدة المدى. وطوال الأعوام الماضية تقدم الإيرانيون ببطء وثبات نحو هدفهم، وظلوا مصرين على تحقيق هذا الهدف. فهل ما زال في الإمكان وقف الإيرانيين؟ وكيف؟

·       على الرغم من الاختلافات في وجهات النظر، ثمة توافق بين القدس وواشنطن والعواصم الأوروبية على أربع نقاط مهمة هي:

1- سعي إيران الحثيث لتطوير سلاح نووي، وتبدد الشكوك التي كانت قائمة في الماضي في هذا الشأن.

2-  الاقتناع بأن امتلاك آيات الله للسلاح النووي يشكل خطراً على السلام العالمي. فإذا كانت التهديدات الإيرانية المتكررة بتدمير دولة إسرائيل قد أثارت في الماضي الانطباع بأن إيران في خطر، فمن الواضح اليوم أن وجود السلاح النووي في يد إيران يهدد العالم كله.

3-  مما لا شك فيه أن فرض العقوبات الاقتصادية على إيران لإقناعها بوقف مشروعها النووي أفضل بكثير من استخدام القوة العكسرية لتحقيق هذا الهدف.

4- لقد تأخر الوقت. فقد أضعنا وقتاً طويلاً في النقاش بشأن وجود مشروع نووي إيراني لتطوير السلاح الذري، وصرفنا وقتاً أطول في محاولات إقناع الإيرانيين بضرورة التخلي عن مشروعهم. وطوال هذه المدة لم يتوقف تقدم مشروع إيران النووي. وأصبح واضحاً اليوم أن الإيرانيين باتوا قريبين من تحقيق هدفهم، ولم يتبق لدينا إلاّ القليل من الوقت للقيام بعملية ناجعة.

·       ثمة شخصيتان قامتا بدور مهم في هذه التطورات المأساوية: الشخصية الأولى هي محمد البرادعي، الذي شغل خلال الفترة 1997- 2009 منصب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وطوال أعوام توليه مهماته قلل من أهمية وجود بعد عسكري للمشروع النووي الإيراني، وبعد مغادرته منصبه وتولي يوكيا أمانو المنصب دوت صفارات الإنذار في الوكالة.

·       أمّا الشخصية الثانية فهي وكالة الاستخبارات الأميركية التي نشرت سنة 2007 تقديرات تقول إن إيران أوقفت نشاطها النووي العسكري في سنة 2003، وذلك من دون أن توضح  الأساس الذي استندت إليه في معلوماتها، والهدف من هذا التقدير الخطأ.

·       في سنة 2009 مد الرئيس الأميركي باراك أوباما يده إلى الحكام في إيران على أمل العودة إلى المفاوضات التي قد توقف التطلعات الإيرانية النووية. وهناك دول كثيرة في المجتمع الدولي لم تقرر فرض العقوبات على إيران إلا خلال الأشهر الأخيرة. فهل يمكن الاكتفاء بهذه العقوبات؟ وهل فُرضت في الوقت المناسب؟ هذا ما يشغل الزعماء في القدس وواشنطن وعواصم الدول الأوروبية.

·       إن الخيار العسكري المطروح على الطاولة منذ عدة أعوام ما زال مهماً. ومما لا شك فيه أنه خيار إشكالي نظراً إلى انعكاساته المعروفة وغير المعروفة، لكن من المؤكد أن الهجوم العسكري سيؤدي إلى تراجع كبير في المشروع الإيراني لتطوير السلاح النووي.

هناك دولتان فقط في العالم تمتلكان القدرة العسكرية للقيام بهجوم ناجع على المنشآت النووية الإيرانية وهما الولايات المتحدة وإسرائيل. لكن في حال حصلت إيران على السلاح النووي فلا يوجد دولة تستطيع توجيه ضربة عسكرية إليها.