تحذير أميركي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       إن الخوف من تحول إيران إلى دولة نووية يدفع إسرائيل إلى مكان خطر قد تجد نفسها فيه أمام تعارض مصالح مع الإدارة الأميركية، بل حتى أمام مواجهة معها، وذلك في وقت هي في أمس الحاجة فيه إلى دعم هذه الإدارة. ويكفي أن نسمع  رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارتين ديمبسي يحذر من الضرر الذي سيلحق بإسرائيل في حال قصفها إيران، وأن نرى وتيرة الانتقادات الصادرة عن كبار المسؤولين الأميركيين كي ندرك مدى تخوّف واشنطن من قرار إسرائيل قصف المنشآت النووية الإيرانية.

·       لا يمكننا اتهام الولايات المتحدة ولا دول الغرب بتجاهل التهديد الإيراني، لأن العقوبات المفروضة على إيران وتصريحات واشنطن المتتالية بأن الخيار العسكري ما زال مطروحاً على الطاولة، تشيران إلى مدى الخطورة التي تنظر من خلالها واشنطن إلى المشروع النووي الإيراني. بيد أن المعضلة الأميركية ليست في تأثير القصف الإسرائيلي لإيران على المصالح الأميركية في المنطقة، وإنما في مدى فائدة مثل هذه الضربة، والخوف من انعكاساتها الكارثية على إسرائيل.

·       تتفق كل من إسرائيل والولايات المتحدة في تقديرهما لحجم الخطر الإيراني، وفي إدراكهما أن إيران لم تقرر بعد إنتاج السلاح النووي. ولا يحظى السؤال الأساسي بشأن امتناع إيران لغاية الآن من اتخاذ قرار بإنتاج السلاح النووي بجواب متفق عليه.  هل إيران تنوي فعلاً استخدام قدرتها النووية لأغراض عسكرية، أو أنها تدرك أن الرد الدولي على ذلك سيهدد جوهر بقائها؟ في رأي رئيس أركان الجيش الأميركي أن إيران دولة عقلانية، من هنا فهو يقترح السماح للعقوبات بأن تؤدي دورها قبل إقحام العالم والمنطقة في حرب لا يمكن توقع نتائجها.

·       قد نختلف مع التقديرات الأميركية بشأن الدور الذي قد تؤديه العقوبات المفروضة على إيران. بيد أن وجود خلافات في الرأي بشأن هذه المسألة حتى داخل إسرائيل نفسها دليل على فائدة العقوبات.

·       لقد نجحت إسرائيل في توحيد دول الغرب للعمل ضد إيران، وعليها الآن الإصغاء إلى التحذيرات الآتية من واشنطن، والامتناع من القيام بعملية أحادية الجانب ضد إيران.