من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
أكدت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة "هآرتس" أن المحادثات التي بدأت في العاصمة الأردنية عمّان برعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في كانون الثاني/ يناير الفائت بين المحامي يتسحاق مولخو، المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية إلى مفاوضات السلام، وصائب عريقات، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، قد انتهت ولا يوجد أي احتمال لاستئنافها في الأفق المنظور، وخصوصاً في ضوء توقيع اتفاق تنفيذ المصالحة الفلسطينية في الدوحة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل.
وقال أحد هذه المصادر إن عباس يتهرب من المفاوضات مع إسرائيل منذ ثلاثة أعوام، وقد تهرب منها مرة أخرى خلال محادثات عمّان.
وأضاف: "كان لدينا استعداد لتقديم مبادرات حسن نية، وعرضنا صفقة شاملة، لكن الفلسطينيين لا يريدون التقدّم إلى الأمام. ويبدو لي أن جهات دولية كثيرة باتت تدرك أننا لا نتحمل المسؤولية عن فشل تلك المحادثات، كما أن الأردنيين [الذين رعوا هذه المحادثات] يلتزمون الصمت ولم يتهموا إسرائيل بأي شيء."
وعلمت صحيفة "هآرتس" أنه في اللقاء الذي عقد بين مولخو وعريقات يوم 25 كانون الثاني/ يناير 2012، أي عشية مهلة الـ 3 أشهر التي حددتها الرباعية الدولية لانطلاق محادثات بين الجانبين بشأن الحدود والترتيبات الأمنية، عرض الأول المواقف الأولية التي يتبناها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن موضوع الحدود الدائمة للدولة الفلسطينية، وتضمنت عدة مبادئ على النحو التالي:
أ- يتم رسم هذه الحدود على نحو يتيح إمكان بقاء أكثر ما يمكن من الإسرائيليين [المستوطنين] وأقل ما يمكن من الفلسطينيين، وذلك في المناطق التي ستخضع لسيادة دولة إسرائيل.
ب- تضم إسرائيل الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية إليها. لكن لم يتم تحديد هذه الكتل، وما هو حجمها.
ج- يجب إيجاد حل لمسألتي الحدود والترتيبات الأمنية المرتبطتين بيهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وبعد ذلك يتم الانتقال لمناقشة مسألة القدس.
د- تحتفظ إسرائيل بوجود عسكري في غور الأردن لفترة محددة. غير أن مولخو لم يحدد هذه الفترة، ولا جوهر الوجود العسكري الإسرائيلي فيها.
ولدى توجيه عريقات سؤالاً إلى مولخو بشأن ردة فعل إسرائيل في حال عدم موافقة الفلسطينيين على البند الخاص بغور الأردن، قال المبعوث الخاص لرئيس الحكومة: "هل تفضلون أن نضم غور الأردن [إلى إسرائيل]؟".
ويشير المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" إلى أن مولخو لم يوضح ما هو حجم الأراضي التي ستنسحب إسرائيل منها، غير أن المبادئ التي عرضها في هذا الشأن تؤكد أن مواقف رئيس الحكومة نتنياهو شبيهة إلى حد بعيد بالمواقف التي عرضتها وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني [رئيسة كاديما] في أثناء جولة المفاوضات التي جرت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية سنة 2008 بعد انعقاد مؤتمر أنابوليس [في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007]، والتي تضمنت استعداداً للتخلي عن السيادة الإسرائيلية على نحو 90٪ على الأقل من مناطق الضفة الغربية.