· أثبت التاريخ على مرّ الأعوام أن الزعماء الذين افتقروا إلى مؤهلات الزعامة كانوا ميالين إلى تكريس الواقع القائم، أو إلى التعامل معه بشعارات وخطط موقتة، لا توفّر حلولاً للمشكلات الحقيقية. أمّا الزعماء الذين تحلّوا بمؤهلات الزعامة، فتعاملوا مع الواقع القائم من خلال المواجهة الحادة معه، ولذا ساهموا في تغييره.
· وحاول رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، خلال الزيارة الرسمية التي قام بها لإسرائيل في 20 آذار / مارس الفائت، أن يعيد إلى أذهان الرأي العام الإسرائيلي سيرة حياة رؤساء الحكومة السابقين الذين حاولوا أن يغيّروا الواقع، مثل دافيد بن - غوريون، ومناحم بيغن، ويتسحاق رابين، وحتى أريئيل شارون.
· وتجنّب أوباما ذكر رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو. ومع ذلك، لا بُد من القول إن أوباما نفسه لا يُعتبر حتى الآن زعيماً ساهم في تغيير الواقع. وإذا ما كان راغباً في ذلك، فإن عليه أولاً، وقبل أي شيء، أن يكفّ عن إطلاق التصريحات الرنانة، وأن يبدأ العمل ميدانياً. وفي الوقت نفسه، إذا كان نتنياهو راغباً في أن يثبت أنه يتحلى بمؤهلات الزعامة، فعليه أن يشمر عن ساعديه، وأن يعمل على تغيير الواقع القائم بين إسرائيل والفلسطينيين، وألاّ يستمر بالتذرع بحجج واهية، مثل حجة عدم وجود شريك فلسطيني، أو حجة الخوف من المخاطر الكامنة في "الربيع العربي".