مقابلة مع وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون: "الإيرانيون خرقوا قواعد اللعبة"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       يقول وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه (بوغي) يعالون إن هناك سلسلة من المحاولات الإيرانية الأخيرة تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج. وهو يشير إلى أن الهجمات التي وقعت في الهند وجورجيا وتايلند كانت متشابهة من حيث الأسلوب ونوع العبوة الناسفة وطريقة التنفيذ. ويرى أن الأطراف التي تقف وراء هذه الهجمات هي الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس وحزب الله. وأضاف: "في الأعوام الأخيرة جرت محاولات مشابهة في أذربيجان ومصر والأردن وتركيا وبلغاريا. والجهاز نفسه، المسؤول عن هذه الهجمات، هو الذي حاول اغتيال السفير السعودي في واشنطن. ومنذ أعوام، يملك هذا الجهاز بنية تحتية في أميركا الجنوبية. تُتهم إسرائيل  بأنها هي التي اغتالت عماد مغنية قبل أربعة أعوام، وأنها هي التي قامت في الأعوام الأخيرة باغتيال العلماء الإيرانيين، وهي التي عرقلت المشروع النووي الإيراني وخربته، وأن الهجمات الأخيرة هي بمثابة رد على هذا كله، هي محاولة للردع والانتقام."

·       لدى سؤال يعالون عمّا إذا كان يعتقد بوجود استراتيجيا وراء الهجمات على الرغم من ضعف الأداء فيها، قال: "إن إيران هي الدولة الإرهابية رقم واحد في العالم. وهي تقوم بذلك بطريقة منهجية، من خلال تصدير الثورة وتحدي الأعداء، ولا سيما "الشيطان الأكبر"› أميركا. ولهذا السبب نلاحظ التدخل الإيراني العميق في أفغانستان حيث يحصل المتمردون هناك على السلاح والذخيرة من إيران لمهاجمة الحضارة الغربية. وهذا ما يحدث في العراق، إذ يدعم الإيرانيون الشيعة ويساعدون في مهاجمة وقتل قوات التحالف والجنود الأميركيين. وهذا ما يفعلونه في اليمن والبحرين. وهم يؤيدون الجهاد الإسلامي الذي يهدد الاستقرار في العالم."

·       وسئل: "من المسؤول عن التنسيق بين جميع هذه الأجهزة؟"، فأجاب: "إنه الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، فهو الذي يقوم بالتنسيق الاستراتيجي مع حزب الله في لبنان، وهو الذي ينشط في سورية من أجل الدفاع عن نظام بشار الأسد، وهو الذي يقدم لهذا النظام المساعدة التكنولوجية والذخيرة والرجال. ويعتبره الأميركيون المسؤول عن محاولة اغتيال السفير السعودي عادل الجابري."

·       ورداً على سؤال عمّا إذا كان يعتبر أن سليماني هو وريث عماد مغنية، أجاب يعالون: "كلا، لقد كان مغنية المسؤول عن الهجمات التي يقوم بها حزب الله في الخارج، والذي ورثه في هذه المهمة هو طلال حمية."

·       وعمّا إذا كانت إسرائيل هي التي اغتالت عماد مغنية، أجاب: "لا نريد التحدث عن هذا الموضوع. فالإيرانيون يحملوننا مسؤولية كل ما يحدث. والهدف الذي يسعون إليه هو تغيير النظام العالمي وفرض الإيديولوجيا الإسلامية. وهم يحاولون تحقيق هدفهم من خلال عملاء لهم في العالم كله. هذه هي الاستراتيجيا الإيرانية، فإيران لا تسعى لمواجهة مباشرة مع الجيش الإسرائيلي، وإنما تقاتله من خلال حزب الله والفلسطينيين. هم لا يريدون محاربة أميركا، لكنهم يستخدمون ضدها ميليشيا شيعية يوظفون فيها أموالاً كبيرة ويقدمون لها الكثير من السلاح."

·       وسئل يعالون: "ألا تعتقد أننا قصرنا فيالكشف المسبق عن التحضيرات الإيرانية للهجمات الأخيرة؟" فأجاب: "منذ أربعة أعوام وهم يحاولون مهاجمتنا من دون أن يفلحوا، فأين هو التقصير؟ وماذا فعلوا هم؟ لقد كمنوا لزوجة دبلوماسي، وفي تايلند حاولوا مهاجمة مقهى أو مطعم يوجد فيه إسرئيليون. وهذا خيار سهل، إذ لو أرادوا تحقيق إنجاز مهم لبحثوا عن أهداف أخرى لها صلة برئاسة أركان الجيش أو برئيس الحكومة."

·       ورد يعالون على سؤال عمّا إذا كان يعتقد أن حصول إيران على السلاح النووي يشكل خطراً على وجود إسرائيل، بقوله: "إن حصول نظام ديني، يعتبر نفسه المخلص ويحارب العالم الحر، على القدرة النووية هو خطر على الجميع. إن مثل هذا النظام لا يتورع عن إدخال  قنبلة قذرة إلى ميناء مانهاتن، أو هامبورغ، أو إسرائيل، بواسطة عملاء له، وبهذه الطريقة يستطيع أن يزرع الهلع في الغرب. أمّا في الشرق الأوسط، فإذا نجح النظام الإيراني في الحصول على القنبلة النووية فهو قادر على تركيع دول المنطقة بأسرها. كما سيؤدي ذلك إلى فوضى نووية، وستسعى دول أخرى لامتلاك هذا السلاح مثل السعودية والأردن وتركيا ودول أخرى. وعلينا أن نمنع حدوث ذلك."

·       ولدى سؤاله: "متى سيصبح لدى الإيرانيين قنبلة قذرة؟"، أجاب: "خلال عام يستطيع الإيرانيون تصنيع قنبلة قذرة. وخلال عامين أو ثلاثة أعوام يستطيعون تزويد طائراتهم بقنابل ذرية. هذا في حال لم تحدث عراقيل توقف مشروعهم سواء من خلال قصف المنشآت النووية أو إطلاق الفيروسات على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمشروع النووي. والوقت بدأ ينفذ."

·       ولدى سؤاله عن رأيه في حديث وزير الدفاع إيهود باراك عن فترة زمنية لن تستطيع إسرائيل من بعده مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية التي ستصبح تحت الأرض، أجاب يعالون: "هناك أكثر من ساعة بدأت تدق: هناك الساعة التكنولوجية، وهي المتعلقة بكميات المواد المخصبة التي تدخل إلى مراكز الطرد والتي لا نعرف عنها كل شيء. وهناك ساعة العقوبات، والسؤال هو متى سيشعر النظام في طهران بأنه يواجه أمراً عسيراً، وما إذا كان من المجدي له الاستمرار في مشروعه النووي. وبالتالي هو أمام أحد أمرين: إمّا الحصول على القنبلة، وإمّا المحافظة على بقائه. لقد اختار خامنئي في سنة 2003 الحفاظ على بقائه عندما شعر بأنه قد يُهاجم في أعقاب الحرب على أفغانستان وعلى العراق. كذلك تخلى معمر القذافي عن مشروعه النووي للسبب نفسه."

·       وعمّا إذا كانت إسرائيل فقدت القدرة على القيام بهجوم فعال، أوضح يعالون: "إن كل مبنى يحرسه بشر نستطيع التسلل إليه. وأنا أقول هذا الكلام مستنداً إلى خبرتي كرئيس أركان سابق. لكن يمكن أن تفاجئنا إيران بالقيام بتجربة نووية، فقد سبق أن حدث هذا مع كوريا الشمالية والهند وباكستان، حينئذ سيتغير العالم كله. وباراك على حق في هذه النقطة، وعلينا كبح الإيرانيين. إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة ومن بينها الخيار العسكري، كخيار أخير. ولا ينبغي لإسرائيل أن تقود هذا المسعى فالخطر يتهدد العالم كله، وكبح إيران يخدم مصلحة الولايات المتحدة والدول الأوروبية والدول السنية."

·       ولدى سؤاله: "متى يجب استخدام الخيار العسكري؟"، أجاب يعالون: "إن استخدام القوة العسكرية ضد إيران ليس لعبة أطفال، والأخطر من ذلك أن تتحول إيران إلى قوة نووية. وهذا الموضوع قيد المناقشة والدرس."

·       وفيما يتعلق بالموضوع السوري، رأى يعالون أن ما يجري في سورية هو حرب أهلية وصراع حياة أو موت بين الأسد والعلويين من جهة وبين المعارضة السنية من جهة أخرى. وفي تقديره أن الأسد سيتنازل في النهاية عن السلطة.

·       وسئل: "هل تنحي الأسد عن السلطة أمرجيد بالنسبة إلى إسرائيل؟"، فأجاب: "لا دور لإسرائيل فيما يجري. على الصعيد الاستراتيجي كان الأسد شريكاً في محور الشر الذي يبدأ في طهران ويمر في دمشق وفي بيروت ويضم حزب الله والجهاد [الإسلامي] والتنظيمات الإرهابية الأخرى. وفي حال خرج الأسد من هذا المحور فإن ذلك سيشكل ضربة قوية لإيران وحزب الله اللذين يعتمدان على النظام السوري. لقد خرجت حماس› من دمشق وهي تبحث عن مكان آخر لها. من المحتمل بعد سقوط الأسد أن نمر بمرحلة من عدم الاستقرار قد تؤدي إلى وقوع أعمال إرهابية على الحدود الهادئة في الجولان. علينا ان نأخذ ذلك في حساباتنا، وأقصد هنا [من جانب] تنظيم القاعدة والجهاد العالمي اللذين ينشطان حالياً في سورية ضد نظام الأسد."

·       ورداً على سؤال عمّن سيحل محل الأسد؟، فال يعالون: "سيحل محله نظام سني، إلاّ إن الإخوان المسلمين لا يملكون قوة سياسية في سورية."

وعن المفاوضات مع الفلسطينيين، أوضح يعالون أن إسرائيل تنتظر، منذ ثلاثة أعوام، الفلسطينيين على طاولة المفاوضات، وفي كل مرة كان محمود عباس يأتي بشروط جديدة. وأضاف: ليس هناك محاور فلسطيني، فأبو مازن ليس مستعداً لإعلان نهاية النزاع مع إسرائيل في حال انسحبت هذه الأخيرة إلى حدود 1967، وسيظل متمسكاً بمطالبته بحق العودة للاجئين.