يجب على المعلقين الإسرائيليين التخفيف من حماستهم حيال سقوط الإخوان المسلمين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

  • برز في كلام المعلقين والمحللين وفي النقاش العام الإسرائيلي على شبكات التواصل الاجتماعي الشماتة بما جرى للإخوان المسلمين، إلى جانب تقدير أن يؤدي حزم الجيش المصري إلى القضاء على الإسلام السياسي في مصر والمنطقة.
  • كما برز توجه نحو تفهم القمع الوحشي الذي يقوم به الجنرال عبد الفتاح السيسي بحجة أن الثمن الباهظ في حياة البشر ضروري ومحتمل بالنسبة لجارتنا، ولا سيما إذا كان ما يحدث في إطار "حرب ثقافية" ذات أبعاد تاريخية.
  • وبغض النظر عن وجود مشكلة أخلاقية في مثل هذا التوجه، يتوجب علينا التخفيف من حماستنا لأسباب سياسية واقعية سنتطرق الى بعضها.
  • يتوقع عدد من المعلقين سيناريو جيداً هو أن ينجح الجيش المصري في فرض الهدوء، وفي التخفيف التدريجي من أعمال القتل، وأن يفي بكلامه ويبدأ عملية ديمقراطية ويعمق التعاون مع إسرائيل والغرب. لكن من يضمن بأن هذا ما سيحدث، وأن نتائج هذه العملية ستحظى بالرضا الكامل للجيش فيعود إلى قواعده؟
  • يجب علينا ألا ننسى أن "فيروس" التدخل العسكري في مصر تفشى مرتين خلال سنتين، وأن على السيسي أن يثبت أنه ليس "جزار القاهرة".
  • ويمكن أن نضيف إلى ذلك أن الائتلاف الذي ثار على محمد مرسي فيه أطراف أساسية من كبار المعادين لإسرائيل من الذين عملوا طوال أعوام ضد أي تطبيع للعلاقات معها. ومن بين هؤلاء على سبيل المثال الروائي علاء الأسواني الذي رفض ترجمة "عمارة يعقوبيان" إلى اللغة العبرية.
  • لم تكن السنة التي قضاها مرسي في الحكم سيئة من الناحية الإسرائيلية، فقد حافظ على اتفاق السلام وعلى التعاون الأمني مع إسرائيل، كما اتخذت حكومة الإخوان خطوات صارمة في أكثر من مناسبة في مواجهة "حماس" و الارهاب في سيناء.
  • من المهم أن يدرك الذين يعتبرون الإخوان المسلمين أصل الشر في العالم الإسلامي أن هؤلاء لن يختفوا من الحياة السياسية، ففي عام 1954 استخدم نظام عبدالناصر أساليب قمعية عنيفة ضدهم وأصدر أحكاماً عليهم بالموت، وأعلن أن حركتهم غير شرعية.
  • لكن جماعة الإخوان نجحت في الاحتفاظ بجزء من قوتها سراً. واضطر نظاما السادات ومبارك في ما بعد إلى السماح بنشاط الإخوان، وصولاً إلى حاجتهما لدعمهم في الصراع ضد الجهات الإسلامية الأكثر راديكالية التي انتهجت طريق الارهاب. وحتى في حال عودة حركة الإخوان إلى الوضع الذي كانت عليه أيام مبارك، فستظل تحظى بدعم شعبي واسع.
  • وبما يتعلق بإسرائيل، حددت دعوة افتتاحية صحيفة "هآرتس" في 19/8 إلى عدم التدخل في ما يجري وراء حدودنا، التوجه الصحيح للسلوك الإسرائيلي الذي على الأقل في التصريحات الرسمية الإسرائيلية، جرى الالتزام به حتى الآن.