مصادر مطلعة: نتنياهو سعى لشق كاديما لترجيح كفة المؤيدين شن هجوم عسكري على إيران
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قالت مصادر إسرائيلية مطلعة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس (الاثنين) إن الهدف من سعي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لشق حزب كاديما [في إثر انسحاب الحزب من حكومة الوحدة الوطنية] وضم عدد من أعضاء الكنيست التابعين له إلى ائتلافه إلى جانب إسناد حقيبة وزارية إلى الوزير السابق تساحي هنغبي الذي تزعم هذا المسعى، هو تجنيد أغلبية تؤيد شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.

وقد لمح رئيس كاديما عضو الكنيست شاؤول موفاز، في سياق المؤتمر الصحافي الخاص الذي عقده في الكنيست أمس (الاثنين)، إلى هذه المسألة، وذلك حين أكد أن كاديما لن يؤيد إقدام إسرائيل على مغامرات عملانية تهدّد مستقبل أبنائها وبناتها، ولن يكون شريكًا في جلب أي خطر على المواطنين في إسرائيل.

تجدر الإشارة إلى أنه في إثر تأليف حكومة الوحدة الوطنية في 8 أيار/ مايو الفائت أبدى وزراء أعضاء في "طاقم الوزراء الثمانية"، الذي يتخذ القرارات السياسية والأمنية الحساسة، تخوفهم من احتمال أن يؤدي ضم موفاز إلى هذا الطاقم  إلى نشوء أغلبية في داخله تؤيد شن هجوم عسكري إسرائيلي على المنشآت النووية في إيران.

ومعروف أن "طاقم الوزراء الثمانية" يضم كلا من رئيس الحكومة نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، والوزراء أفيغدور ليبرمان، وإيلي يشاي، ويوفال شتاينيتس، وموشيه يعالون، وبني بيغن، ودان مريدور. ويؤيد أربعة أعضاء من هذا الطاقم، وهم نتنياهو وباراك وليبرمان وشتاينيتس، شن هجوم عسكري على إيران، بينما يعارض الوزراء الأربعة الآخرون وهم يعالون ويشاي وبيغن ومريدور شن هجوم كهذا. وقد أعلن في حينه أنه بعد انضمام موفاز إليه سيصبح "طاقم الوزراء التسعة"، وأن موقفه بشأن إيران من شأنه أن يحسم القرار إمّا إلى ناحية شن هجوم وإمّا إلى ناحية عدم شنه.

وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن موفاز ظل طوال الوقت الذي كان فيه كاديما شريكًا في حكومة الوحدة الوطنية معارضًا شن أي هجوم على إيران.

وكان رئيس الحكومة ينوي أن يسند وزارة شؤون الجبهة الداخلية إلى الوزير السابق هنغبي فضلا عن ضمه إلى "طاقم الوزراء الثمانية"، وذلك في حال نجاحه في شق كاديما.

ويعتبر هنغبي من أشد المؤيدين شن هجوم عسكري على إيران لكبح برنامجها النووي.

وقد تبين بصورة نهائية مساء أمس (الاثنين) أن هنغبي لم ينجح في إقناع 7 أعضاء كنيست من كاديما بالانشقاق عن الحزب والانضمام إلى ائتلاف حكومة نتنياهو [وهو العدد المطلوب للقيام بانشقاق كهذا وفقًا للقانون الإسرائيلي]، وأن عدد أعضاء الكنيست الذين ينوون الانشقاق لا يتجاوز 4 أعضاء.

ووصف بيان صادر عن حزب كاديما أمس (الاثنين) محاولة رئيس الحكومة إقناع أعضاء كنيست بالانشقاق عن الحزب بأنها "رشوة سياسية من أسوأ الأنواع وأكثرها دناوة وحقارة"، وأشار إلى أن نتنياهو "يحاول شراء أعضاء كنيست من أجل شرعنة فضيحة قانون التجنيد الجديد في مقابل مناصب غير مهمة في الحكومة المضخمة، وذلك بعد أن رفض تسوية تاريخية وفقا لاقتراح كاديما [بشأن قانون تجنيد الحريديم]".