من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
قال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة "هآرتس" أمس (الاثنين) إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتصرّف بصورة مسؤولة في كل ما يتعلق بترسانة الأسلحة الكيماوية الموجودة في حيازته، وذلك على الرغم من الأزمة الحادة التي تعصف به.
وأشار هذا المصدر إلى أن النظام السوري بدأ بنقل جزء من الأسلحة الكيماوية من المواقع الموجودة فيها في الوقت الحالي إلى قواعد عسكرية نائية عن مناطق القتال، أو إلى مواقع أخرى توجد فيها إجراءات حراسة مشددة.
واستمرت إسرائيل أمس (الاثنين) في تمرير رسائل علنية، ورسائل أخرى عبر القنوات الدبلوماسية، تعرب فيها عن قلقها من احتمال نقل الأسلحة الكيماوية التي في حيازة سورية إلى حزب الله في لبنان، وتؤكد أنها لن تقبل أي عمليات تهريب أسلحة كهذه، وأنها يمكن أن تلجأ إلى الوسائل العسكرية للحؤول دون ذلك.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان، خلال لقاء عقده أمس (الاثنين) في العاصمة البلجيكية بروكسل مع وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا، إن أي عملية نقل أسلحة كيماوية من سورية إلى لبنان ستعتبر تجاوزًا للخطوط الحمر من ناحية إسرائيل، مؤكدًا أنها سترد بصورة حازمة في حال حدوث عمليات نقل كهذه.
وقال رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس، في سياق مقابلة أجرتها معه شبكة التلفزة الأميركية "سي. إن. إن"، إن إسرائيل لا يمكنها أن تظل غير مبالية في حال نقل صواريخ كيماوية من سورية إلى لبنان لأنها يمكن أن توجه إليها.
وأشار المصدر الإسرائيلي الرفيع المستوى نفسه إلى أنه في المرحلة الحالية لا توجد أي مؤشرات قوية تدل على أن الرئيس الأسد قد نقل أو ينوي أن ينقل أسلحة كيماوية إلى حزب الله، كما أنه يبذل جهودًا لمنع سقوط هذه الأسلحة في أيدي المتمردين أو في أيدي منظمات تابعة لتنظيم القاعدة. وأضاف هذا المصدر: "مع ذلك، ما زالت المخاوف في إسرائيل كبيرة، ذلك بأن من الصعب معرفة ما إذا كانت الخطوات التي أقدم عليها هذا النظام في هذا الشأن ستكون كافية بعد سقوطه".
وتجري في الأشهر الأخيرة مشاورات مكثفة بين إسرائيل والولايات المتحدة تتعلق بمصير الأسلحة الكيماوية الموجودة في حيازة سورية. ويحاول المسؤولون الأميركيون خلال هذه المشاورات إقناع إسرائيل بعدم شن أي هجوم على الأسلحة الكيماوية في سورية ما دام الأسد في سدة الحكم، ويؤكدون أن هجومًا كهذا من شأنه أن يعزّز قوة الأسد، وأن يجعله يحظى بمزيد من التأييد في الداخل.
كما أشار المسؤولون الأميركيون إلى أن واشنطن تراقب ترسانة الأسلحة الكيماوية في سورية من خلال الوسائل الاستخباراتية، وتقيم اتصالات مع عناصر الجيش السوري الحر في كل من الأردن وتركيا لضمان عدم سقوط هذه الأسلحة في أيدي جهات متطرفة.