الخطر المشترك من تصدّع سورية فرصة لإنشاء تحالفات إقليمية جديدة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       يمكن القول إن حل قضية "مافي مرمرة" هو الإنجاز الحقيقي لزيارة أوباما. فالولايات المتحدة معنية بأن تكون العلاقات جيدة بين أهم حليفين استراتيجيين لها في المنطقة، فإسرائيل لا تستطيع أن تسمح لنفسها بأن تكون على عداء مع إيران ومع تركيا في وقت واحد، وتركيا بحاجة إلى إسرائيل أمنياً وسياسياً. وممّا لا شك فيه أن للمصالحة بين إسرائيل وتركيا نتائج اقتصادية مهمة، لكن الموضوع الأساسي لهما اليوم هو سورية.

·       وإذا كان السؤال الذي طُرح خلال الفترة السابقة هو: متى سيسقط بشار؟ فإن السؤال المطروح اليوم هو: كيف يمكن بعد سقوطه منع سورية من التحول إلى دولة فاشلة وضعيفة يمكن أن تجذب إليها التنظيمات المدعومة من القاعدة، وأن تتحول إلى مركز للنشاطات الإرهابية الإقليمية ضد العلمانيين، وضد الإخوان المسلمين، وضد إسرائيل، والأنظمة الملكية العربية، وضد كل مَن لا ينتمي إليها أو يشبهها؟ فلا أحد يريد رؤية لبنان ثانٍ، أو صومال ثانٍ، على الحدود الجنوبية مع تركيا، وعلى الحدود الشرقية مع إسرائيل، أو على الحدود الشمالية مع السعودية، ولا سيما أن رئيس الحكومة العراقية يتصرف أكثر فأكثر كأنه الحاكم الوحيد في غياب رئيس الجمهورية [المريض]، ويُعتبر، نظراً إلى قربه من إيران، آخر المؤيدين للرئيس الأسد. وفي الواقع فإن سورية والعراق يتهددهما خطر التقسيم الإثني والطائفي، ولا أحد يستطيع أن يعرف كيف ستبدو المنطقة في حال قيام حكم ذاتي عشائري وطائفي.

·       لذا، ومن أجل مواجهة التحديات الجديدة في المنطقة، وكي يصير ممكناً نشوء تكتّل يضم الدول القلقة، يصبح من الضروري أكثر من مجرد دفع التعويضات لقتلى السفينة التركية. وفي المرحلة المقبلة تستطيع إسرائيل أن تؤدي دوراً مهماً بالنسبة إلى أمنها، في حال توقفت عن إعطاء الانطباع بأنها تستغل الحجج من أجل عدم التقدم نحو التسوية مع الفلسطينيين. صحيح أن أوباما هذه المرة تحدث بطريقة مختلفة ودعا الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات من دون شروط مسبقة، وصحيح أن هذا سهّل الأمر على الذين يقولون إن الكرة هي في مرمى الفريق الثاني، لكننا لا نلعب هنا كرة القدم، وإنما نلعب بمستقبلنا.

·       وما يمكن قوله هو أن هناك فرصة جديدة فرضتها الضرورة مثل كل الفرص السياسية، إذ تستطيع إسرائيل، وبدعم أميركي، أن تتحالف مع دول تقيم معها علاقات دبلوماسية كاملة، ومع دول أُخرى ليست لها معها علاقات أو لديها علاقات غير رسمية، من أجل بلورة شرق أوسط يكون أقل خطراً. وتدرك هذه الدول جيداً حاجتها إلى إسرائيل من أجل التأثير في مستقبل المنطقة، لكن ما دام لم يتم التوصل إلى إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية، فإن هذه الدول لا تقدر على التعاون مع إسرائيل، خوفاً من أن تمتلىء ميادين التحرير في العالم العربي بالمتظاهرين والمحتجّين.

 

·       إن محور إيران ـ سورية يشكل خطراً حقيقياً على جميع الراغبين في الاستقرار في الشرق الأوسط. ويمكن القول إن التفاوض الجدي مع الفلسطينيين على تسوية سياسية موقتة على طريق الحل الدائم، هو أمر ضروري أيضاً من أجل تحقيق هذا الاستقرار.