· إن عملية الانشقاق الحالية التي يشهدها حزب كاديما هي المحاولة الثانية، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، الرامية إلى تفكيك أكبر حزب في الكنيست. بيد أن ثمة فارقاً كبيراً بين كاديما اليوم وكاديما الأمس.
· فالاتصالات التي أجراها أعضاء كاديما في الماضي مع أطراف في الليكود، شكلت صدمة لقيادة الحزب، واضطُرت زعيمة الحزب آنذاك تسيبي ليفني إلى ترجي أعضاء الكنيست كي لا يشاركوا في الانشقاق. لكن الوضع اليوم مختلف للغاية، فلم يفاجأ أحد برغبة عدد من أعضاء كاديما في مغادرة الحزب الذي يشبه السفينة التي تغرق. وقد جرى الحديث، قبل أسبوعين، عن احتمال حدوث انشقاقات في الحزب في حال قرر موفاز الاستقالة من الحكومة، ولكن حتى لو كان كاديما بقي في الحكومة، لكان من المنتظر أيضاً حدوث انشقاق من جانب أعضاء آخرين .
· لقد وصل حزب كاديما إلى نهاية مسيرته، ومن المدهش أنه صمد طوال هذه الأعوام، إذ إن الأحزاب التي تشبهه تفككت منذ وقت طويل. وعلى الرغم من وجود بعض العناصر الجيدة في كاديما، فإن هذا الحزب كان، بصورة عامة، حزباً للانتهازيين، ومن هنا يجب ألاّ نعطي لما يحدث اليوم داخله طابعاً أيديولوجياً، فكاديما لم يسقط بسبب قانون التجنيد الإلزامي، أو بسبب تغيير أسلوب الحكم، أو بسبب استقالة موفاز من الائتلاف، وإنما سقط لأن نهايته حانت، فوجوده طوال ولايتين في الكنيست هو أكثر مما يستحق. وحتى لو لم يكن موفاز رئيساً له، فإن الأمر نفسه كان سيحدث مع ليفني.
· إن ما يشهده حزب كاديما اليوم من محاولات انشقاق، وبحث أعضائه عن أحزاب سياسية أخرى يذكرنا بما حدث لحزب شينوي في أيامه الأخيرة، من انهيارات داخلية مثل انهيار برج من الورق.