يجب إنشاء تحالف بين تركيا والأردن وإسرائيل ودول أخرى في الناتو لمواجهة مخاطر الوضع السوري
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       بعد مرور عامين على بداية الثورة ضد نظام بشار الأسد في سورية فإن الأسد ما زال صامداً. وتقوم كل من إيران وحزب الله وإلى حد معين روسيا بتقديم المساعدة له، بينما الدول المعارضة لهذا النظام لم تستطيع توحيد أهدافها، ولم تظهر استعدادها لاستخدام وسائل أكثر حدة ضد نظام الأسد، مثل تقديم السلاح وفرض حظر جوي أو المشاركة الفعلية في القتال ضده.

·       ليست إسرائيل الجبهة الخارجية الوحيدة لسورية. وتعاني جميع الدول الأربع التي لديها حدود مشتركة مع سورية، أي الأردن ولبنان وتركيا والعراق، من مشكلات أكثر تعقيداً، تبرز من خلال مشكلات مثل استيعاب اللاجئين، واستخدام أراضيها لنقل السلاح والعتاد لأطراف النزاع، مما يعرض هذه الدول إلى احتمالات التصعيد.

·       في إثر خطوات المصالحة بين القدس وأنقرة، صار في الإمكان أن نتوقع نشوء تحالف عملي بين تركيا والأردن وإسرائيل ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي، من أجل مواجهة المخاطر التي ينطوي عليها تهاوي صمود الأسد.

·       ويبرز في مقدمة هذه المخاطر استخدام السلاح الكيميائي والبيولوجي (أو استخدام صاروخ أرض - أرض مجهز برأس حربي تقليدي) ضد إحدى الدول المجاورة، أو نقل مثل هذا السلاح إلى أيدي حزب الله. ويدرك الأسد، في أعقاب التحذيرات والعديد من الخطوات، أنه يلعب بالنار في حال فكّر في استخدام هذا السلاح أو في حال نقله إلى جهات أخرى.

·       ثمة خطر آخر يتهدد تركيا وإسرائيل على حد سواء هو اشتعال المواجهات على الحدود وانزلاق القتال بين الجيش السوري وبين الثوار إلى أراضيها، أو حدوث هجوم مباشر من جانب مجموعات الجهاد العالمي المنخرطة ضمن مجموعات الثوار.

·       وفي جميع الأحوال فإن نتيجة ذلك على الجانب الإسرائيلي ستكون تعريض الجنود والمدنيين للخطر، مما سيتوجب رداً، الأمر الذي سيؤدي إلى زعزعة اتفاق وقف إطلاق النار الذي ساد جبهة الجولان منذ حزيران/ يونيو 1974 والذي وقع في أعقاب حرب يوم الغفران [حرب تشرين/ أكتوبر]، واتفاق فصل القوات ونشر مراقبي الأمم المتحدة.

 

·       حتى الآن نجحت إسرائيل في الرد على الاستفزازات في الجولان بإيماءات عنيفة ولكن مضبوطة - لا ضبط نفس كامل، ولا عقاباً مبالغاً فيه. ويتعين على الحكومة ورئاسة أركان الجيش المحافظة على هذه السياسة، وعدم اتخاذ أية قرارات متسرّعة في الميدان، أو في قيادات الجيش أو في مكاتب رئيس الحكومة ووزير الدفاع من شأنها جر إسرائيل إلى مواجهة كبيرة ولا لزوم لها.