قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي يائير غولان: " يجب إقامة منطقة عازلة في الجولان، وسيناريو حرب لبنان الثانية لن يتكرر"
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 [أجرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، مقابلة مطولة مع يائير غولان، قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي تمحورت حول موضوعين: الصراع في سورية والتهديدات على الحدود مع لبنان. والمواجهة مع حزب الله في لبنان. نلخص فيما يلي أهم ما جاء فيها]

في الموضوع السوري أكد غولان استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي بكيمات ضئيلة ومن نوعية مخففة، وأن مخازن السلاح الكيميائي منتشرة في أكثر من مائة موقع. ورأى أن صمود النظام السوري يقوم على أربعة عناصر: القدرة الاقتصادية، والقدرة القيادية، ونوعية العمليات العسكرية، ومستوى الوحدة بين صفوف الثوار. وفي رأيه أنه رغم خسارة بعض المسؤولين الكبار في النظام، فإن الأسد ما زال قادراً على أن يجمع حوله مجموعة من الشخصيات القوية القادرة على خوض الصراع الدائر، وأضاف أن "ثمة طاقم كامل يعمل إلى جانب الأسد ومن الصعب أن يتصدع بسهولة". واعتبر أن مستوى وحدة القيادة السورية الحالية ما زال جيداً سواء على الصعيد السياسي أم العسكري. وتوقف غولان أمام العمليات العسكرية ورأى أنه منذ عام تقريباً يرتكب الأسد خطأ استخدام أسلوب التدمير الهائل ومن دون تمييز، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة عدد الثوار والمعارضين له.

وأشار غولان إلى فقدان النظام السوري سيطرته على الحدود. فالحدود الشمالية تنقسم إلى منطقة كردية وسنية، وهي مخترقة تماماً، والحدود الشرقية مع العراق مخترقة وكذلك الحدود الجنوبية مع الأردن والحدود الغربية مع لبنان، وهذا الوضع يجعل من الصعب على الأسد القضاء على الثوار الذين يحظون بدعم خارجي كبير سواء بالمقاتلين أم بالعتاد.

ولم يستبعد غولان، في سياق مواجهة مخاطر تصدع سورية وانعكاسات ذلك على أمن إسرائيل" إنشاء حزام أمني في الجانب السوري من الحدود يشبه الحزام الأمني الذي أنشأته إسرائيل في جنوب لبنان، وقال "في حال تسنت لنا الفرصة للقيام بذلك، فيجب علينا ألا نتردد، وأن نتصرف بتعقل وبصورة سرية مع الطرف الثاني". وشدد غولان على أن الجيش الإسرائيلي بدأ يتعامل مع الحدود مع سورية بوصفها منطقة محتملة للعمليات الإرهابية ضده، وأخذ يعد نفسه لمواجهة هذا الوضع سواء من خلال بناء سياج حدودي جديد أو إقامة العوائق. وتتخوف إسرائيل من أن تتعرض للقصف الصاروخي من هضبة الجولان، مثل القصف الذي تتعرض له من قطاع غزة.

أما فيما يتعلق بموضوع "حزب الله"، فقد تحدث غولان عن سعي الحزب إلى الحصول على صواريخ بر - بحر، وصواريخ بر - جو متطورة لمواجهة التفوق الإسرائيلي وللمحافظة على "التوازن الاستراتيجي" حيال إسرائيل، وفي رأيه أن الحزب يسعى أيضاً للحصول على السلاح الكيميائي لمواجهة التفوق الاستراتجي لإسرائيل. وأضاف: "خلال العامين الأخيرين استثمر الحزب في نوعية السلاح أكثر من الكمية" معترفاً بأن "حزب الله" هو من أشرس أعداء إسرائيل، وأحياناً تنجح إسرائيل في ردعه وأحياناً تفشل.

وفي رأي غولان أن انعكاسات تصدع سورية على لبنان تثير قلق "حزب الله"، بدءاً من وجود آلاف اللاجئين السوريين السّنة الذين يهددون بتغيير التوازن الديمغرافي، مروراً بتمركز قواعد للجهاد العالمي، ووصولاً إلى الانتقادات الموجهة إلى سلاحه. وفي تقدير غولان فإن هذا الوضع قد يؤدي إلى واحد من احتمالين: إمّا زيادة عدم الاستقرار في لبنان، أو أن ينجح الحزب في مواجهة التحديات والتغلب عليها. وفي تقدير غولان فإن الحزب سينجح في إحكام سيطرته على الوضع. وسُئل غولان كيف ستكون حرب لبنان الثالثة فقال: "سأجيبك بدقة مثلما أجبتك العام الماضي: نحن نستعد بصورة جدية ومن دون كلل للقتال في لبنان بكل ما أوتينا من قوة، وسيناريو حرب لبنان الثانية لن يتكرر. ونريد أن نقول لحزب الله ولجميع حلفائه وإلى الأطراف الأخرى في الشرق الأوسط بأنه من غير المسموح استفزاز دولة إسرائيل. وأعتقد من منظور وطني، بأن علينا أن نشدد على أنه في مواجهة الشرق الأوسط غير المستقر يجب أن يكون واضحاً أن إسرائيل ستبقى جزيرة للاستقرار وهناك قواعد للتعامل معها."