كيري سيحاول أن يترجم رسائل أوباما إلى خطوات ميدانية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

·       غادر رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما أمس (السبت) الأردن عائداً إلى واشنطن، بعد زيارة رسمية استمرت 4 أيام لكل من القدس ورام الله وعمّان. وقد ترك وراءه وزير الخارجية الأميركية جون كيري في المنطقة كي يعمل على محاولة ترجمة الرسائل التي بثّها في تصريحاته، وفي خطابه الذي وجّهه إلى الرأي العام الإسرائيلي، إلى خطوات ميدانية.

·       وعقد كيري نهار أمس (السبت) اجتماعاً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الأردنية عمّان، وفي وقت لاحق عقد اجتماعاً برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في القدس، حضره كل من وزيرة العدل تسيبي ليفني، المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، ومستشار الأمن القومي اللواء احتياط يعقوب عميدرور، والمبعوث الخاص لرئيس الحكومة المحامي يتسحاق مولخو.

·       ويشكل هذان الاجتماعان نقطة انطلاق سلسلة من الجولات المكوكية التي سيقوم بها كيري في منطقة الشرق الأوسط في غضون الأشهر القليلة المقبلة. وعلمنا أنه خصص فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر لتمهيد الأجواء من أجل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وحدّد موعدين لزيارتين قريبتين سيقوم بهما في نيسان/ أبريل وأيار/ مايو المقبلين. كما علمنا أن كيري معنيّ، في حال استئناف هذه المفاوضات، بأن تكون متركزة أولاً، وقبل أي شيء، في حدود الدولة الفلسطينية التي ستُقام، وفي الترتيبات الأمنية المتعلقة بإسرائيل.

·       وقال مصدر سياسي أميركي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته لصحيفة "هآرتس" إن الرئيس أوباما ووزير خارجيته كيري شددا خلال اجتماعاتهما برئيس الحكومة نتنياهو على ضرورة قيام كل من إسرائيل والفلسطينيين بخطوات لبناء الثقة تتيح إمكان استئناف مفاوضات جادة ومستمرة بين الجانبين. وأضاف هذا المصدر نفسه: "إننا نعتقد أن المفاوضات يجب أن تتسم في حال استئنافها بأجواء إيجابية. وقد جرى تمرير رسالة واضحة في هذا الشأن إلى الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني]."

·       وخلال الاجتماعات برئيس السلطة الفلسطينية عباس، أوضح أوباما وكيري أنهما لن يوافقا على وضع شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات، مثل شرط تجميد الاستيطان. وفي المقابل، أكد كلاهما خلال الاجتماعات بنتنياهو أنه من أجل أن تكون المفاوضات جادة، فإن على إسرائيل الامتناع من الإقدام على خطوات يمكن أن تؤدي إلى تفجير المفاوضات، مثل تنفيذ أعمال بناء في المستوطنات، أو حتى مجرد إعلان نية تنفيذ أعمال بناء كهذه. ولا يطالب المسؤولون في واشنطن نتنياهو بتجميد أعمال البناء في المستوطنات، مثلما فعلوا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2009، لكنهم يتوقعون منه أن يتخذ خطوات هادئة تكبح أعمال البناء في المستوطنات. كما طلبوا منه أن يمتنع من دفع خطة البناء في منطقة E1 الواقعة بين مستوطنة معاليه أدوميم والقدس.

·       وقال المصدر السياسي الأميركي الرفيع المستوى نفسه: "من الواضح أن المستوطنات تُلحق أضراراً فادحة بالعملية السياسية، وأن أي دفع لخطة البناء في منطقة E1 سيشكل عقبة أمام إمكان إحراز السلام. وفي هذا السياق فإننا نطالب إسرائيل بدرس أعمال البناء في المستوطنات."

 

·       وفيما يتعلق بخطوات بناء الثقة، فقد طلب كيري من نتنياهو خلال اجتماعهما أمس أن يقوم بعدة مبادرات حسن نية تجاه الفلسطينيين، مثل إطلاق 120 أسيراً فلسطينياً مسجونين في إسرائيل منذ ما قبل اتفاق أوسلو، وإزالة مزيد من الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، والمصادقة على مشروعات فلسطينية في مناطق ج، وتزويد أجهزة الأمن الفلسطينية بأسلحة جديدة. وفي المقابل، طلب أوباما وكيري من عباس أن يتعهد بعدم تقديم شكاوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، والامتناع من الإقدام على أي خطوات أُخرى أحادية الجانب في الأمم المتحدة، وكبح التحريض على إسرائيل في وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية.