الاعتذار الإسرائيلي لتركيا خطأ
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

·       "أعتقد أن قيام إسرائيل بتقديم اعتذار رسمي إلى تركيا [على الهجوم الذي شنّه الجيش الإسرائيلي في أيار/ مايو 2010 على السفينة التركية "مافي مرمرة" التي كانت متجهة إلى قطاع غزة]، هو خطوة خطأ، حتى ولو كان من شأنه أن يعود بفوائد سياسية آنية على إسرائيل، ذلك بأنه يمس شعور جماهير الشعب في إسرائيل بأن طريقهم عادل وأخلاقي. وبناء على ذلك، فإن الضرر الذي من المتوقع أن ينجم عن هذا الاعتذار على المدى البعيد سيكون أكبر كثيراً من الفائدة التي سنجنيها منه في الوقت الحالي.

·       "عندما أقول هذا الكلام، فإن أول ما يتبادر إلى ذهني هو ما سيشعر به جنود وحدة الكوماندوس البحرية الذين هاجموا سفينة "مافي مرمرة" التركية من خلال تعريض حياتهم للخطر، إذ إن اعتذار إسرائيل عن هذا الهجوم يحوّلهم إلى متهمين في نظر العالم أجمع، ولذا، فإنه يعني أن الحكومة قد تخلت عنهم. كما أن إبداء إسرائيل الاستعداد لأن تدفع تعويضات إلى عائلات القتلى وإلى الجرحى الأتراك يشكل اعترافاً صريحاً بالتهمة، وإقراراً علنياً بأن محاربة جماعات "إرهابية" أُرسلت كي تُلحق أضراراً بإسرائيل، هي أمر غير شرعي. وبرأيي، فإن جميع هذه الاستنتاجات تُلحق أضراراً فادحة بقدرة الشعب في إسرائيل على الصمود والبقاء.

·       "علينا أن نتذكر أيضاً أن تدهور العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا لم ينجم عن حادثة الهجوم الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة"، وإنما نجم عن العقائد الأيديولوجية التي تسيطر على الزعامة الحالية في تركيا بقيادة كل من رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو. وقد جرى التعبير عن هذه العقائد أكثر من مرة قبل حادثة الهجوم المذكورة وبعدها، وكان آخرها تصريحات أردوغان في النمسا قبل عدة أسابيع، والتي وصف فيها الصهيونية بأنها عنصرية وجريمة ضد الإنسانية، ولم ير أي حاجة إلى تقديم اعتذار عنها.

 

·       "لقد سبق أن أكدت مراراً وتكراراً أنني على استعداد لأن تعرب إسرائيل عن أسفها لمقتل مواطنين أتراك كما فعلت الولايات المتحدة في السابق مع باكستان، وذلك على الرغم من أن مقتل المواطنين الأتراك تم في أثناء قيام إسرائيل بعملية دفاع عن النفس ضد نشاط "إرهابي" حاول منفّذوه أن يخترقوا حدودها الإقليمية خلافاً للقانون الدولي. غير أن المسؤولين في إسرائيل فضّلوا تقديم اعتذار رسمي، من دون أن يأبهوا لما يمكن أن يثيره ذلك من ردات فعل سلبية لدى دول مثل اليونان، وقبرص، ودول الخليج، ولدى الأكراد، والقوى المعتدلة العلمانية في تركيا. وبرأيي، فإن هذا الاعتذار سيجعل هذه الجهات كلها تتأكد من أنه لا يمكن الاعتماد على إسرائيل، أو حتى مجرد التعاون معها، في موضوعات حرجة تتعلق بدعم العناصر المعتدلة في منطقة الشرق الأوسط."