أردوغان: تطبيع العلاقات مع إسرائيل سيتم بعد تنفيذ ما التزم به نتنياهو
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أكد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أمس (الأحد) أن تركيا ستقوم بتطبيع علاقاتها الكاملة مع إسرائيل فقط بعد أن تقوم هذه الأخيرة بتنفيذ كل ما التزم به رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، خلال المحادثة الهاتفية التي جرت بين الزعيمين يوم الجمعة الفائت في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما لكل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولا سيما تعهداته فيما يتعلق بتجاوز آثار الهجوم العسكري الذي شنّه الجيش الإسرائيلي على السفينة التركية "مافي مرمرة" التي كانت متجهة مع سفن أُخرى إلى قطاع غزة في أيار/ مايو 2010، والذي أدى في حينه إلى مقتل 9 مواطنين أتراك كانوا على متنها، وإلى إصابة عشرات آخرين بجروح.

وقام نتنياهو خلال هذه المحادثة الهاتفية مع أردوغان بتقديم اعتذار رسمي إلى تركيا عن الهجوم المذكور، وتعهّد بدفع تعويضات إلى عائلات القتلى، وإلى الجرحى، وبتخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة في حال استمرار الهدوء الأمني في منطقة الحدود مع إسرائيل.

وقال نتنياهو في صفحته الخاصة في شبكة التواصل الاجتماعي "الفايس بوك"، غداة تلك المحادثة، إن السبب الرئيسي الذي دفعه إلى تقديم اعتذار رسمي إلى تركيا يعود إلى ضرورة إعادة العلاقات بين الدولتين إلى مجراها الطبيعي بغية مواجهة آخر التطورات التي تشهدها سورية.

وفي الوقت نفسه أكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أن إسرائيل تنوي أن تنفذ التزاماتها كلها، سعياً منها لتطبيع العلاقات بينها وبين تركيا بصورة كاملة، بما في ذلك إعادة السفيرين، وإلغاء جميع الإجراءات القانونية التي كانت أنقرة قررت اتخاذها ضد ضباط الجيش الإسرائيلي وجنوده المتورطين في ذلك الهجوم.

بموازاة ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركية جون كيري، الذي قام أمس الأول (السبت) بزيارة خاطفة لإسرائيل غداة انتهاء زيارة الرئيس الأميركي أوباما للأردن، إن المصالحة بين إسرائيل وتركيا التي بادر أوباما إليها، تشكل خطوة مهمة من أجل الحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمّتها.

وأدلى رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس أمس (الأحد) بمقابلة خاصة إلى صحيفة "حرييت" التركية أشاد فيها بالمصالحة بين الدولتين، وأكد أنه لا يوجد أي أسباب تجعلهما عدوتين. وشدّد على أن العدو الرئيسي لإسرائيل هو إيران وبرنامجها النووي.

وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال بِني غانتس أمس (الأحد) إن تقديم رئيس الحكومة اعتذاراً رسمياً إلى تركيا كان خطوة صحيحة تخدم المصالح القومية الإسرائيلية في البيئة الاستراتيجية الجديدة، ولا تنطوي على أي طعنة في ظهر الجيش الإسرائيلي.

وفي المقابل، انتقد اللواء احتياط إليعيزر ماروم، الذي كان قائداً لسلاح البحر الإسرائيلي في أثناء الهجوم الذي شنّه الجيش الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة"، تقديم اعتذار إلى تركيا، وأكد أن ذلك من شأنه أن يلحق ضرراً فادحاً بأداء الجيش في المستقبل.

هذا، وكان بيان صادر عن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية يوم الجمعة الفائت قد أشار إلى أن بنيامين نتنياهو أجرى عصر ذلك اليوم اتصالاً هاتفياً برئيس الحكومة التركية أردوغان، اتفق الزعيمان خلاله على إعادة العلاقات الثنائية بين الدولتين إلى مجراها الطبيعي، بما في ذلك إعادة السفيرين، وإلغاء الإجراءات القانونية ضد جنود الجيش الإسرائيلي.

وأشار البيان إلى أن نتنياهو أكد لأردوغان أنه أجرى محادثات مثمرة مع الرئيس الأميركي أوباما تتعلق بالتعاون الإقليمي وأهمية العلاقات الإسرائيلية - التركية، وأعرب عن أسفه لتدهور هذه العلاقات في الأعوام الأخيرة، وعن التزامه تسوية الخلافات بهدف دفع السلام والاستقرار في المنطقة قدماً.

كما أكد نتنياهو أنه اطلع على المقابلة الأخيرة التي أدلى بها أردوغان إلى صحيفة دانماركية وأشار في سياقها إلى أن تصريحاته في النمسا التي وصف فيها الصهيونية بأنها جريمة ضد الإنسانية قد حُرفت، وأعرب نتنياهو عن تقديره لهذه الأقوال.

وأضاف البيان أن رئيس الحكومة أوضح أن النتائج المأساوية لحادثة السفينة التركية "مافي مرمرة" لم تكن متعمدة، وأن إسرائيل تعرب عن أسفها لفقدان أرواح تركية، وأنه في ضوء استنتاجات لجنة التحقيق الإسرائيلية التي تقصّت وقائع تلك الحادثة، والتي أشارت إلى وقوع بعض الأخطاء العملانية، فإن نتنياهو أعرب عن اعتذاره للشعب التركي عن كل خطأ قد يكون أدى إلى فقدان أرواح بشرية، ووافق على استكمال الاتفاق بشأن دفع التعويضات. كما ذكر أن إسرائيل رفعت بعض القيود التي كانت مفروضة على حركة المواطنين والبضائع في جميع المناطق الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة، وأن هذا الأمر سيستمر إذا ما تم الحفاظ على الهدوء.

 

وشدّد البيان على أن الزعيمين اتفقا على مواصلة العمل المشترك من أجل تحسين الأوضاع الإنسانية في المناطق الفلسطينية.