يجب ألاّ تتأثر معالجة المشكلة النووية الإيرانية بهجوم بورغاس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       سارع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في تصريحاته العلنية وفي حديثه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، إلى تحميل إيران المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في بورغاس في بلغاريا، في حين فضّل أوباما تأجيل توجيه الاتهامات حتى انتهاء التحقيق.

·       إن الضربة المؤلمة المتمثلة في مقتل سبعة مواطنين إسرائيليين وجرح عشرات آخرين، تجعلنا نتذكر مدى انكشاف العالم أمام الإرهاب، وعدم وجود منطقة محصنة في وجهه مهما تكن بعيدة أومعزولة، إذ يمكن مهاجمة أي هدف من خلال رصد دقيق للفرص، وتخطيط منهجي، وإخفاء الاستعدادات. وفي حال فشل الهجوم، فلا بد من أنه، مرة بعد أخرى، سينجح.

·       ويصحّ هذا الوضع عندما يكون مخطط الهجوم تنظيماً إرهابياً لا يملك قاعدة صلبة ولا جهازاً يمكن ملاحقته، كما ينطبق على نظام معاد مثل النظام في طهران. فالمعروف أن وزارة الاستخبارات الإيرانية ووزارة الدفاع وقوات القدس والحرس الثوري تعمل من دون توقف لضرب إسرائيل، إمّا بصورة مباشرة وإمّا من خلال عملائها من التنظيمات اللبنانية والفلسطينية وغيرها. ولن يكون مفاجئاً والحال هذه إذا ما اتضح أن الاتهامات التي وجهها نتنياهو إلى طهران صحيحة.

·       وفي حال كانت هذه الاتهامات تستند إلى وقائع، فمن المثير للدهشة كيف أن نتنياهو عرف بها عبر أجهزة استخباراته بعد مرور ساعتين على وقوع الهجوم وليس قبل وقوعه. وهذه النقطة تستحق التحقيق فيها من أجل استخلاص الدروس مما حدث، وكي لا يفقد نتنياهو مزيداً من الصدقية. كما يجب أن نوضح دور إسرائيل في الاعتداءات التي طالت علماء ذرة داخل إيران، وما إذا كانت تمت دراسة هذا الدور من زاوية الفائدة والثمن.

·       على الرغم من الحزن والغضب، يتعين على إسرائيل ألاّ تكرر الخطأ الذي أدى إلى نشوب حربي لبنان الأولى والثانية في إثر وقوع عمليات إرهابية. ويجب ألاّ يؤثر الهجوم الذي وقع في بورغاس في معالجة المشكلة النووية الإيرانية.