اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحافي خاص عقده في ديوانه في القدس أمس (الخميس)، حزب الله بارتكاب عملية تفجير حافلة الركاب التي وقعت أول أمس (الأربعاء) في مطار منتجع بورغاس السياحي الواقع على شاطئ البحر الأسود في بلغاريا، وأدت إلى مقتل 5 سياح إسرائيليين، وإلى إصابة 36 سائحاً آخر بجروح، وصفت جروح ثلاثة منهم بأنها بالغة. كما أدت إلى مقتل سائق حافلة الركاب البلغاري، ومنفذ العملية.
وأضاف نتنياهو أنه منذ أكثر من عام تشن إيران مع عميلها حزب الله حملة "إرهابية" عالمية تشمل عدة قارات، وفي إطار هذه الحملة وقعت عمليات مسلحة، وجرت محاولات للقيام بعمليات مسلحة، وتم إنشاء بنى تحتية لـ "الإرهاب" في عدة دول في آسيا وأوروبا وإفريقيا وأميركا الشمالية وأميركا اللاتينية، ومن أبرز هذه الدول الهند وتايلاند وكينيا وأذربيجان وتركيا وجورجيا واليونان وجنوب إفريقيا وقبرص والولايات المتحدة.
وأشار نتنياهو إلى أن العملية المسلحة في بلغاريا أول أمس نفذت من طرف حزب الله، الذي يعتبر ذراعاً طويلة لإيران، وفي بعض الدول المذكورة أعلاه تم اعتقال "إرهابيين" هم إمّا عناصر من حزب الله وإمّا مواطنون إيرانيون، وفي بعض الأحيان كان هؤلاء يعملون معاً في نفس الدولة، وتم إلقاء القبض على بعضهم خلال قيامهم باستعدادات لتحضير بنية تحتية "إرهابية" لارتكاب عمليات مسلحة في المستقبل.
وقال رئيس الحكومة "لا شيء يكشف الوجه الحقيقي لأعداء إسرائيل أكثر من هذه العمليات الإرهابية، وقد حان الوقت كي تقول كل الدول التي تعرف الحقيقة وليس إسرائيل فقط وبصوت واضح أن إيران هي أكبر مصدّر للإرهاب في العالم، وأنه لا يمكن لدولة إرهابية مثلها تعتبر الأخطر في العالم أن تمتلك أسلحة نووية."
وتوعد نتنياهو بالاستمرار في ملاحقة "الإرهابيين"، وفي جباية ثمن باهظ من الذين يرسلونهم.
وكان رئيس الحكومة قد حمّل إيران المسؤولية الكاملة عن عملية بورغاس فور وقوعها. وقال في بيان خاص صدر عن ديوانه: "إن كل المؤشرات تدل على أن إيران تقف وراء هذه العملية"، مشيراً إلى أن هذه الأخيرة تبذل منذ فترة محاولات كثيرة لإلحاق الأذى بالإسرائيليين في أنحاء شتى من العالم، وذلك على الرغم من تأكيد عدة مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أن إسرائيل لم تتلق أي إنذار استخباراتي يتعلق بوجود نية لتنفيذ هذه العملية المسلحة في بلغاريا، ولا تملك أي معلومات بشأن الجهة التي تقف وراءها.
وذكرت صحيفة "معاريف" (20/7/2012) أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أكد، في تصريحات خاصة أدلى بها إلى الصحيفة أمس (الخميس) في أثناء جولة قام بها في أحد مواقع الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود الشمالية، أن عدم تلقي إسرائيل أي معلومات استخباراتية تتعلق بالعملية المسلحة في بورغاس ينطوي على خلل، وأنه لا بد من استخلاص الدروس الصحيحة من ذلك.
وأضاف باراك أن هذه العملية هي جزء من سلسلة عمليات حاول حزب الله أن يقوم بتنفيذها بدعم من إيران، لكن إسرائيل تمكنت من إحباط معظمها، مؤكداً أن إسرائيل تواجه في الآونة الأخيرة موجة "إرهاب" في أنحاء متعددة من العالم تهدف إلى إلحاق الأذى بها.