يجب عدم التذرع بتورط إيران في الهجوم على السياح الإسرائيليين لشن هجوم ضدها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

·       يعدّ الهجوم على السياح الإسرائيليين في بورغاس فشلاً استخباراتياً. ونحن لا نقول ذلك من باب الاتهام، فمن الطبيعي أن تكون هناك إنجازات وإخفاقات في ظل الواقع الصعب للحرب المستمرة ضد الإرهاب وضد الدول والتنظيمات التي تقف وراءه. فالإنجازات في هذا المجال كثيرة، أمّا الإخفاقات فقليلة لكنها غالية الثمن.

·       يحاول نتنياهو، لأسباب خاصة به، تحويل هذا الإخفاق إلى نجاح، فبعد مرور ساعتين على الحادثة أعلن أن "كل الدلائل تشير إلى إيران." طبعاً، فإن شكه هذا مشروع، إلاّ إن المطلوب من رئيس الحكومة أن يملك دلائل قاطعة على شكوكه، لكنه، بدلاً من ذلك، راح يتحدث عن أساليب العمل التي شهدناها في الأشهر الأخيرة في شتى أنحاء العالم، وعن ذكرى مرور 18 عاماً على تفجير مبنى الجالية اليهودية في بونيس أيريس، ليخلص إلى أن الهجوم الأخير هو "هجوم إرهابي إيراني" يتطلب رداً إسرائيلياً قوياً عليه.

·       وحتى لو تحقق ما يصبو إليه نتنياهو، وتم العثور على دلائل تثبت ضلوع إيران في الهجوم، فإن هذا لن يبرر الانتقال من الحرب الخفية إلى الحرب الكبرى، التي وفقاً لإيهود باراك ستوقع 500 قتيل في إسرائيل، في حين أن هجوم بورغاس أوقع 70 إصابة.

·       يتحمس نتنياهو وباراك لفكرة مهاجمة الجيش الإسرائيلي أهدافاً نووية في إيران، لكنهما بحاجة إلى ذريعة مقنعة لأن الإيرانيين لم يقرروا بعد إنتاج السلاح النووي، ولأن باراك أوباما مشغول حتى تشرين الثاني/نوفمبر المقبل بموضوع آخر [الانتخابات الرئاسية]، وهو لا يريد أن تزعجه أصوات الانفجارات في الخليج الفارسي. 

·       لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد التحرك الأميركي، السياسي منه والعسكري، في الخليج الفارسي، بما في ذلك زيارات مستشار أوباما للأمن القومي توم دونيلون، والجنرال جيمس ماتيس، قائد المنطقة الوسطى، لإجراء محادثات مع زعماء السعودية ودول أخرى، الأمر الذي يدل على أن أوباما لن يبقى ساكتاً حتى موعد الانتخابات.

·       لم تنجح المحادثات التي أجراها باراك أمس مع نظيره الأميركي ليون بانيتا الذي يعتزم زيارة المنطقة وإسرائيل، في طمأنة الإدارة الأميركية، إذ تبدو هذه الإدارة بحاجة إلى حوار إضافي مع نتنياهو يجريه أحد ممثلي أوباما، مثل نائبه جو بايدن، أو وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، على أن يكون الموضوع الرسمي لهذه المحادثات تقديم التعازي بضحايا هجوم بورغاس، لكن عملياً سيبحث المجتمعون في الموضوع الإيراني.

·       ومثلما حدث في حرب لبنان سنة 1982، فإن من يشجع على الحرب على إيران يبحث عن ذريعة تكاد تكون متوفرة الآن. لذا يتعين علينا أن نمنع نتنياهو وباراك من استخدام هجوم بورغاس كذريعة لشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.