· لا شك في أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد تلقى أمس (الأربعاء) ضربة قاسية للغاية جراء الانفجار الذي وقع في مكتب الأمن القومي السوري، وتسبب بمقتل مجموعة من كبار ضباط الدائرة الضيقة التي تحافظ على بقائه. مع ذلك فإن هذه الضربة يجب ألاّ تثير لدى إسرائيل أي بلبلة أو وهم بأن نهاية هذا النظام باتت وشيكة.
· وبالنسبة إلى الرئيس الأسد نفسه فقد سارع إلى تعيين ضباط آخرين بدلاً من الضباط الذين خسرهم، وفي مقدمهم فهد جاسر الفريج الذي حل محل وزير الدفاع المقتول داوود راجحة. كما أن شقيقه ماهر الأسد بقي إلى جانبه، وهو يشغل منصب قائد الحرس الجمهوري وقائد الفرقة الرابعة، فضلاً عن أن ابن خاله رامي مخلوف ما زال موالياً له. وإذا ما أضفنا إلى هؤلاء جميعاً مجموعة أخرى من كبار ضباط الصفين الأول والثاني المرابطين في المواقع العسكرية المتعددة لا بد من الاستنتاج بأن نظام الأسد ما زال في إمكانه أن يستمر في التحصن والبقاء في سدة الحكم.
- · إن السؤال المطروح الآن هو: إلى متى سيظل نظام الأسد قادراً على أن يحافظ على بقائه؟ لا يوجد جواب محدد عن هذا السؤال، وما يمكن قوله هو إن الرئيس الأسد فوّت أمس (الأربعاء) فرصة ترك سورية وهو منتصب القامة، وأصرّ على التوجه نحو مسار سبق أن أفضى بزعماء عرب غيره مثل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والرئيس الليبي السابق معمر القذافي، إلى مصير مأساوي. وبناء على ذلك ازدادت المخاوف في العالم أجمع من مغبة ما يمكن أن يقدم عليه هذا النظام في آخر لحظـة.