إزالة خطر صواريخ حزب الله يجب أن تكون جزءاً من استراتيجيا منع إيران من الحصول على القدرة النووية العسكرية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       هل يمكن أن يكون [الأمين العام لحزب الله] حسن نصر الله  يقرأ صحيفة "هآرتس"؟ إذ يبدو أنه تقصد الرد على المقال الذي نشرتُه في الصحيفة بتاريخ 14/1/2012، وتناولت فيه تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيروت الذي قال فيه إن السلاح الموجود في حيازة حزب الله وخارج سلطة الدولة اللبنانية أمر غير مقبول. وقد قلت في مقالي إنه إذا كان هذا الوضع غير مقبول بالنسبة إلى الأمين العام فإنه بالنسبة إلى إسرائيل وضع لا يحتمل.

·       إن نشر حزب الله صواريخه في لبنان يجعل هذا البلد يعيش فوق قنبلة موقوتة، وفي حال اضطُرت إسرائيل إلى تدمير مخازن الصواريخ الضخمة فإن هذا سيلحق دماراً هائلاً بلبنان كله. بمعنى آخر، إن حزب الله يضع لبنان كله في دائرة الخطر، لا سيما وأن صواريخ الحزب هي بمثابة الدرع الحامي لمساعي طهران للحصول على السلاح النووي، وأن هذه الصواريخ سوف تُطلق ضد إسرائيل بأوامر من طهران، لذا يجب عاجلاً أم آجلاً القيام بعمل ما يؤدي إلى تفكيكها.

·       من المفيد معرفة ردة فعل الشعب اللبناني القابع على برميل من البارود صنعه حسن نصر الله على أراضيه، وكيف سيؤثر ذلك داخلياً في وضع الحزب الذي يواجه المساعي الدولية الرامية إلى إقناعه بتفكيك ترسانته الصاروخية في لبنان، حيث أنه في حال فشل هذه المساعي ثمة احتمال للجوء إلى عملية عسكرية هدفها تدمير مخازن الصواريخ.

·       في السابع من شباط/فبراير بعث نصر الله برسالة إلى الشعب اللبناني اعترف فيها بحصول الحزب على مساعدات مالية إيرانية، لكنه دحض الادعاءات التي تقول إن الحزب يتلقى تعليمات عسكرية من إيران. وقال نصر الله جملة مهمة جاء فيها: في حال قصفت إسرائيل المنشآت النووية في إيران، فإن القيادة الإيرانية لن "تطلب شيئاً من حزب الله"، لكن قيادة الحزب هي التي ستجتمع  و"ستقرر ما الذي يجب القيام به"...

·       إذا كان نصر الله يعتقد أنه قادر على تهدئة قلق الشعبين اللبناني والإسرائيلي والمجتمع الدولي بهذا الكلام فهو على خطأ، لأن علاقاته بأسياده في طهران معروفة جداَ، فهم الذين يتخذون القرارات، وهم الذين يحاولون دعم نظام بشار الأسد في سورية، كما أن استمرار بقاء نظام الأسد في دمشق هو الذي يضمن استمرار خطوط الإمدادات لحزب الله في لبنان.

·       بناء على ذلك كله، ليس مستغرباً أن يشعر نصر الله بأن الأرض تهتز تحت قدميه، وأن يحاول تلميع صورته عبر الحديث عن استقلالية حزب الله داخل المعادلة الشرق أوسطية.

·       ومما لا شك فيه أن صورايخ حزب الله هي جزء لا يتجزأ من المسعى الإيراني للحصول على السلاح النووي، وأن إزالة خطر هذه الصواريخ يجب أن يشكل جزءاً من الاستراتيجيا الهادفة إلى منع إيران من تحقيق قدرة نووية عسكرية.