باراك: إيران وحزب الله عنصران "إرهابيان" يهددان الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن إيران وحزب الله هما عنصران "إرهابيان" لا يوجد لديهما أي خطوط حمر، ويشكلان خطراً كبيراً على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم كله.

جاء ذلك في سياق تصريحات أدلى بها باراك إلى وسائل الإعلام أمس (الثلاثاء) في أثناء الزيارة الرسمية التي يقوم بها لسنغافورة، وذلك رداً على التفجيرات التي وقعت في العاصمة التايلاندية بانكوك.

وكان أحد البيوت الواقعة في حي فاخر في وسط بانكوك، والذي استأجره ثلاثة أشخاص إيرانيين قبل عدة أشهر، قد تعرض عند الساعة الثانية من بعد ظهر أمس (الثلاثاء) بالتوقيت المحلي إلى انفجار هزّ أركانه، وشوهد ثلاثة أشخاص يهربون منه في إثر وقوع الانفجار، ونجح اثنان منهم في الاختفاء بينما كان الثالث جريحاً ويحمل حقيبة سوداء، وحاول أن يستوقف سيارة أجرة كي يستقلها وعندما رفض سائقها أن يتوقف ألقى عليه قنبلة يدوية من الحقيبة التي كانت في حيازته وأدى انفجارها إلى إصابة السائق وثلاثة من المارة بجروح، كما ألقى قنبلة أخرى على مجموعة من أفراد الشرطة قامت بمطاردته لكن القنبلة اصطدمت بشجرة وارتدت نحوه لتنفجر بالقرب منه الأمر الذي تسبب ببتر قدميه، وألقى أفراد الشرطة المحلية القبض عليه وتم نقله إلى المستشفى.

وأعلن نائب قائد الشرطة في بانكوك في وقت لاحق أن هذا الشخص يدعى سعيد مرادي، وهو في الخمسين من عمره، ويحمل جواز سفر إيرانياً.

وأضاف أن الشرطة التايلاندية ألقت القبض أيضاً على شخص آخر يبلغ عمره 42 عاماً في المطار الدولي قبل أن يستقل رحلة متجهة إلى ماليزيا، ويشتبه بأنه أحد الأشخاص الثلاثة الذين لهم علاقة بانفجار البيت المذكور.

وقال دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى إن هذا البيت يقع في الحي الذي يضم عدة سفارات وممثليات دبلوماسية أجنبية بينها السفارة الإسرائيلية، وإنه تم العثور في داخل البيت على عدة عبوات ناسفة كانت على ما يبدو معدة لتنفيذ عملية تفجيرية ضد السفارة.

ووقع هذا الانفجار بعد يوم واحد من تعرّض السفارتين الإسرائيليتين في كل من العاصمة الهندية نيودلهي، والعاصمة الجورجية تبليسي، إلى عمليتين "إرهابيتين". وقد تمكنت سلطات الأمن في جورجيا من إبطال مفعول قنبلة تم زرعها في إحدى السيارات التابعة للسفارة الإسرائيلية، بينما انفجرت قنبلة أخرى تم زرعها في سيارة تابعة للسفارة الإسرائيلية في نيودلهي وأدت إلى إصابة زوجة مندوب وزارة الدفاع الإسرائيلية لدى قيامها بتشغيل محركها وثلاثة أشخاص آخرين بجروح متوسطة. وتزامنت العمليتان مع ذكرى مرور 4 أعوام على اغتيال المسؤول العسكري في حزب الله عماد مغنية في سورية.

وذكرت صحيفة "معاريف" (15/2/2012) أن تقديرات الشرطة في الهند تشير إلى أن حزب الله هو الذي يقف وراء العملية "الإرهابية" التي وقعت بالقرب من السفارة الإسرائيلية، وأنه استعان لغرض تنفيذها بخلايا "إرهابية" نائمة في صفوف الجالية الإيرانية الكبيرة التي تعيش في الهند.

وأضافت الصحيفة أن السلطات الهندية طلبت أمس (الثلاثاء) من جميع السكان الإيرانيين المقيمين لديها أن يمثلوا في مراكز تسجيل السكان مع هوياتهم.

وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عمّم أمس (الثلاثاء) بياناً على جميع السفارات الإسرائيلية في العالم طلب فيه منها أن تشدد على ضلوع إيران في العمليتين "الإرهابيتين" في الهند وجورجيا، وأن تؤكد أن ما تفعله إيران في الوقت الحالي يشير إلى ما يمكن أن تقدم عليه في حال امتلاكها أسلحة نووية.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (15/2/2012) عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إنه لم تكن في حيازة إسرائيل أي معلومات استخباراتية مسبقة بشأن ما حدث في كل من الهند وجورجيا وتايلاند. وأشارت هذه المصادر نفسها إلى أن إسرائيل موجودة حالياً في خضم موجة "إرهابية" إيرانية عاتية، وأن الأحداث التي شهدتها هذه الدول الثلاث لا تشكل بداية هذه الموجة، ذلك بأنه تم في الآونة الأخيرة إحباط عمليات "إرهابية" أخرى لم يُنشر عنها شيء في وسائل الإعلام.

وأكدت المصادر الأمنية الرفيعة المستوى أيضاً أن عمليات اليومين الفائتين تثبت وجود إصرار كبير على تحقيق ميزان ردع في مقابل إسرائيل يحول دون التعرّض لعلماء الذرّة الإيرانيين.