على الحكومة العودة إلى المفاوضات والتوقيع على إتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       ثمة غيوم كثيفة تتلبد في سماء الشرق الأوسط، والعاصفة التي نراها أمامنا لن توفر دولة إسرائيل. لقد كان الرد الإسرائيلي المباشر على أحداث مصرهو التزام الصمت وعدم التدخل، وهذه ردة فعل صحيحة في الوقت الحالي. ولكن لا يمكننا الاستمرار في هذه السياسة السلبية لوقت طويل، إذ على الحكومة القيام بخطوات تخدم مصالحنا، ولا تتركنا في مهب العاصفة مثل سفينة من دون شراع أو دفة.

·       هناك ثلاثة كيانات سياسية في المنطقة تخاف على مستقبلها في مواجهة ما يجري في بلاد النيل: إسرائيل، والأردن، والسلطة الفلسطينية. ومن الصعب المبالغة في تصوير خطورة الوضع في هذا المثلث الذي تمتاز زعاماته بالتوجه الغربي، والاعتدال السياسي، والرفض المطلق للإسلام الأصولي.

·       إن الوضع الجديد [الناشىء في مصر]، يوجد مصالح مشتركة جديدة بين هذه الكيانات الثلاثة. ولكن هذه المصالح، مع المخاطر التي تشتمل عليها، تتضمن فرصة غير مسبوقة، وتطرح إطاراً جديداً لمبادرة سياسية جديدة مستقلة، في هذا الوقت بالذات الذي يبدو العالم فيه مشدوداً إلى مصر، وتجد أغلبية دول الغرب نفسها في مأزق صعب وفي حال من الشلل الخطير.

·       إن ما هو مطلوب الآن من إسرائيل هو التوقيع بسرعة كبيرة على اتفاق سلام شامل ونهائي مع السلطة الفلسطينية. لقد أطلّعنا في الفترة الأخيرة على نسخة اتفاق سلام كان الطرفان [الفلسطيني والإسرائيلي] قد اقتربا جداً نحوه، ومن شأن الوضع الجديد [نتيجة الأحداث في مصر] أن يشكل حافزاً لزعماء السلطة الفلسطينية يدفعهم نحو انهاء المفاوضات. كما أننا نحتاج نحن أيضاً إلى مثل هذا الواقع.

·       لا حاجة للحديث عن القلق الكبير على استقرار النظام في المملكة الهاشمية. إن الفائدة التي سيجنيها الأردن من اتفاق للسلام بيننا وبين الفلسطينيين كبيرة، فمثل هذه الخطوة ستقوي العائلة المالكة الأردنية بصورة كبيرة، وستحسن العلاقات بين الأردن وإسرائيل.

·       إن المطلوب الآن هو مبادرة وتحرك وتصميم، من جانب الحكومة وزعامات الدولة بأسرها. إنني أدعو رئيس الحكومة ورئيسة المعارضة والقادة كلهم إلى إظهار شجاعة سياسية، وإلى العودة للتفاوض مع قادة السلطة الفلسطينية، والقيام بسرعة بجسر الهوات التي ما زالت قائمة بين الطرفين. وفي الإمكان إنجاز هذه العملية خلال شهر واحد، فالمطلوب هو الإصرار والمبادرة والتفكير الخلاق فقط. عودوا إلى المفاوضات ووقعوا فوراً على اتفاق سلام.