باراك حاول تثبيت تعيين غالانت رئيساً لهيئة الأركان العامة لكن نتنياهو أصرّ على إلغاء التعيين
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

علمت صحيفة "معاريف" أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك حاول جاهداً طوال يوم أمس (الثلاثاء) أن يقنع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو برفض التوصية التي قدمها المستشار القانوني للحكومة يهودا فاينشتاين، والتي أكد فيها أنه لا يمكنه الدفاع عن تعيين الجنرال يوآف غالانت رئيساً لهيئة الأركان العامة أمام المحكمة الإسرائيلية العليا [التي تنظر في التماس تقدمت به "الحركة الخضراء" يطالب بإلغاء تعيين غالانت لهذا المنصب بسبب قيامه بالإستيلاء على أرض عامة بصورة غير قانونية]. وقد رفض نتنياهو ذلك خشية أن يسفر الأمر عن إلحاق أضرار بالغة بصورة الجيش الإسرائيلي، وبالجدل العام الدائر في هذا الشأن، وأصرّ على إلغاء التعيين. كما علمت الصحيفة أنه تمت مناقشة بديل آخر هو تمديد ولاية رئيس هيئة الأركان العامة الحالي اللواء غابي أشكنازي [التي تنتهي في 14 شباط/ فبراير الحالي]، لكن باراك عارض ذلك بصورة حازمة للغاية. وقال مقربون من نتنياهو إن العلاقات بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع تشهد توتراً منذ تعيين غالانت بسبب الملابسات التي رافقت هذا التعيين. وقام نتنياهو وباراك مساء أمس (الثلاثاء) بالاتصال هاتفياً بغالانت في أثناء قيام هذا الأخير بتسجيل مقابلة مع قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية وأبلغاه بإلغاء تعيينه.


وفي الوقت نفسه قرر كلاهما أن يطرحا على الحكومة غداً (الخميس) اقتراحاً يقضي بتعيين نائب رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال يائير نافيه رئيساً موقتاً لهيئة الأركان العامة لمدة 60 يوماً يجري خلالها تعيين رئيس جديد للأركان، على أن يحصل كل مرشح لهذا المنصب مسبقاً على مصادقة المستشار القانوني للحكومة.


وكان عدد من أعضاء الكنيست قد طالب أمس (الثلاثاء) وزير الدفاع بتمديد ولاية أشكنازي بدلاً من تعيين رئيس موقت لهيئة الأركان العامة. وبرز بين هؤلاء كل من رئيس لجنة الخارجية والأمن [الذي شغل في السابق منصبي رئيس هيئة الأركان العامة ووزير الدفاع] شاؤول موفاز [كاديما]، ووزير الدفاع السابق عمير بيرتس [العمل]، ونحمان شاي [كاديما]، الذي شغل في السابق منصب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي. وستعقد لجنة الخارجية والأمن اليوم (الأربعاء) اجتماعاً لمناقشة هذا الموضوع، ومن غير المستبعد أن تطالب كلاً من نتنياهو وباراك بتمديد ولاية أشكنازي إلى حين تعيين رئيس جديد دائم لهيئة الأركان العامة بدلاً منه.


وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (2/2/2011) أن غالانت أكد لمقربين منه أنه سيخوض معركة من أجل تطهير اسمه وتثبيت تعيينه، وأنه ينوي تكليف محام خاص لهذا الغرض. كما نقلت الصحيفة عن النائب الأول لرئيس الحكومة ووزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون [الرئيس الأسبق لهيئة الأركان العامة] قوله إن "باراك يلحق أضراراً كبيرة بالجيش الإسرائيلي". أمّا وزير البنى التحتية عوزي لانداو ["إسرائيل بيتنا"] فقال إن "المؤسسة السياسية في إسرائيل فقدت صوابها، وأن نتنياهو وباراك خضعا لضغط وسائل الإعلام التي شنّت حملة تحريض على غالانت"، في حين أكد الوزير ميخائيل إيتان [ليكود] الذي كان مسؤولاً عن نقل قضية غالانت إلى مراقب الدولة الإسرائيلية، أن قرار نتنياهو وباراك يدل على "سلوك سليم لزعيمين يقفان على رأس دولة ديمقراطية وتحافظ على القانون".


من ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن إلغاء تعيين غالانت يفتح مجدداً معركة التنافس على منصب الرئيس المقبل لهيئة الأركان العامة، وأن المرشحين لتولي هذا المنصب هم نائب رئيس هيئة الأركان العامة الحالي الجنرال يائير نافيه، وقائد المنطقة العسكرية الشمالية الجنرال غادي أيزنكوت، والنائبان السابقان لرئيس هيئة الأركان العامة الجنرالان في الاحتياط بني غانتس وموشيه كابلينسكي. كما أنه طرح أمس (الثلاثاء) اسم الجنرال في الاحتياط شلومو يناي، الذي ترك صفوف الجيش منذ عشرة أعوام، ويتولى الآن منصب المدير العام لشركة طيفع لإنتاج الأدويـة.