الجيش المصري يريد إعادة المارد الإسلامي إلى القمقم
تاريخ المقال
المصدر
- قبل نحو عامين ونصف العام أطلق ملايين المصريين المارد الإسلامي من القمقم عندما خرجوا للتظاهر في الشوارع منادين بإسقاط مبارك. ويومها سارع الإخوان المسلمون إلى ملء الفراغ الذي نشأ مستغلين التأييد الشعبي الواسع لهم، والشلل الذي أصاب المؤسسة الحاكمة المصرية والجيش وأجهزة الأمن. في حزيران/يونيو 2012 انتخب مرشح الإخوان محمد مرسي رئيساً لمصر. واليوم ومع بقاء شباب ميدان التحرير في منازلهم يكونون قدموا غطاء للجيش في الحرب التي أعلنها ضد الإخوان وهدفها إعادة المارد إلى القمقم من جديد.
- لقد تغيرت أشياء كثيرة خلال العامين ونصف العام الأخيرة في مصر. فقد أخطأ الإخوان في قراءة الخريطة السياسية في الدولة، وارتكبوا خطأً فادحاً عندما اعتقدوا أن الله هو الذي اختارهم للحكم. لكن الأهم من هذا كله، أن المؤسسة الحاكمة المصرية تعافت من الضربة التي تلقتها مع سقوط مبارك، وينطبق هذا بصورة خاصة على الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي. وقبل شهر اتخذ قرار عزل مرسي عن الحكم.
- وعاد الجيش المصري اليوم ليوضح أولاً: أنه لا ينوي مواصلة لعب دور الوسيط من أجل المصالحة الوطنية، وإنما يريد أن يحكم. ثانياً: والأهم من ذلك أنه لا ينوي إجراء حوار مع الإخوان المسلمين بل ضربهم بيد من حديد وإعادتهم إلى الوضع الذي كانوا عليه أيام حكم مبارك، حين كانوا حركة مضطهدة.
- يبدو أن وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية لم تفهم بعد مغزى ما يحدث وهي ما تزال تتحدث عن حرب أهلية أو عن فوضى في مصر. لكن عملياً يبدو أن الجيش المصري يستكمل سيطرته على الدولة. وعلى عكس ما جرى خلال الثورة التي أطاحت بحسني مبارك، فإن المبادرة اليوم في يد القوى الأمنية وهي تنجح تدريجياً في فرض إرادتها على أنحاء الدولة. والأهم من ذلك أن الإخوان المسلمين لم ينجحوا في إخراج الملايين إلى الشوارع، وأن التظاهرات التي تتحدث عنها وسائل الإعلام لا تتعدى الآلاف وربما أقل ومن السهل على النظام مواجهتها.
- لقد شرح وزير الداخلية المصري ببساطة أن هدف النظام إعادة الأمن إلى الشارع كما كان قبل 25 يناير 2011، أي العودة إلى أيام مبارك من دون مبارك. وفي جميع الأحوال مع وجود السيسي لا حاجة إلى مبارك.