· يمكن القول إن مصر ما بعد الثورة التي تندلع فيها الآن لن تستمر في اتباع السياسة التي كان الرئيس حسني مبارك يتبعها إزاء إسرائيل، كما أنها ستحسن علاقاتها مع سلطة "حماس" في غزة، وبناء على ذلك، فإن المقاربة التي تعتبر إسرائيل خطراً استراتيجياً ستتعزز.
· هذا الوضع الجديد يفرض على إسرائيل اتخاذ خمس خطوات في المدى القريب، وهي: أولاً، إعادة احتلال محور فيلادلفي الذي يعتبر منطقة الحدود بين غزة ومصر؛ ثانياً، بناء قوة الجيش الإسرائيلي بمنأى عن الفرضية السائدة منذ أكثر من 30 عاماً، وفحواها أن مصر لم تعد عدواً عسكرياً لإسرائيل؛ ثالثاً، تسريع عملية بناء الجدار في منطقة الحدود مع مصر؛ رابعاً، زيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي المستخرج من حقول الغاز الموجودة في مياه إسرائيل الإقليمية.
· أمّا الخطوة الخامسة الأكثر أهمية وجوهرية، فهي تعزيز محور الإعتدال الوحيد الذي بقي في الشرق الأوسط، وهو المحور الإسرائيلي ـ الأردني - الفلسطيني. وإذا لم تقدم إسرائيل حالاً وسريعاً على إنهاء النزاع مع الفلسطينيين بواسطة اتفاق سلام نهائي فإنها ستغدو معزولة دولياً، وفي وضع إقليمي ستكون فيه بحاجة ماسة إلى أصدقاء. ولا شك في أن وثائق المفاوضات [بين إسرائيل والفلسطينيين] التي كشفت عنها شبكة الجزيرة، والمقاطع التي نُشرت في صحيفة "يديعوت أحرونوت" من كتاب [رئيس الحكومة السابق] إيهود أولمرت، تشكلان دليلاً قاطعاً على أن مثل هذا الاتفاق بات في متناول اليد.