من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تشير التقديرات الأخيرة في وزارة الدفاع إلى أنه إذا نشبت حرب في الشمال، فمن المتوقع أن يطلق من لبنان ما بين 3000 إلى 4000 صاروخ يومياً، يستطيع جزء لا بأس به الوصول إلى غوش دان. لكن الخبر السيئ أن الجيش الإسرائيلي لا يملك رداً دفاعياً على هذا الكم من الصواريخ.
· والسؤال المطروح هو: ما العمل؟ الخطط العسكرية للجيش الإسرائيلي تقضي باحتلال جنوب لبنان، المنطقة التي يتمركز فيها نحو 80% من مقاتلي حزب الله. واستناداً إلى التقديرات، فإن احتلال جنوب لبنان قد يستمر أسبوعاً تنخفض خلاله إلى حد ما وتيرة إطلاق الصواريخ على الجبهة الخلفية الإسرائيلية. وستمر ثلاثة أسابيع إلى أن ينجز الجيش الإسرائيلي عملية "تطهير" المنطقة الجنوبية من مطلقي الصواريخ. فقد استطاع الحزب منذ سنة 2006 بناء مجموعة قيادات تحت الأرض لا يمكن مهاجمتها من الجو.
· لقد تضمنت عملية البدء بحرب لبنان الثانية [تموز/يوليو 2006] قصفاً مركزاً وتدميراً لجزء كبير من الصواريخ البعيدة المدى لدى حزب الله. وفي الحرب المقبلة لا يستطيع سلاح الجو تكرار ذلك لأن الحزب استوعب دروس حرب 2006 وقام بتوزيع صواريخه البعيدة المدى على 200 قرية وبلدة يقع جزء منها في وسط وشمال لبنان بعيداً عن منطقة الجنوب. وفي كل قرية استولى مقاتلو الحزب على نحو 50 منزلاً وصادروا طابقاً أو طابقين وضعوا فيها صواريخهم. وهذا يعني أنه حتى لو كان لدى سلاح الجو معلومات دقيقة عن مكان هذه الصواريخ، فإن إسرائيل ستواجه مشكلة صعبة هي: هل تقصف مئات المنازل وتهدمها فوق رؤوس أصحابها من أجل ضرب الصواريخ؟
· أما في ما يتعلق بالصواريخ القصيرة المدى فهي موزعة في شتى أنحاء الجنوب اللبناني، ومن الصعب تدمير عشرات الآلاف من هذه الصواريخ من الجو. في الاجمال، لدى حزب الله اليوم نحو 70 ألف صاروخ، ويسمح هذا المخزون للحزب بالمحافظة على وتيرة مرتفعة من إطلاق الصواريخ لمدة طويلة. ويجب ألا ننسى أن الحزب استطاع خلال حرب لبنان الثانية [تموز/يوليو 2006] مواصلة إطلاق الصواريخ لمدة شهر.
· تطرح هذه المعطيات علامة سؤال حيال السياسة الدفاعية الحالية لرئاسة الأركان في مواجهة إطلاق الصواريخ، فإلى جانب منظومة "القبة الحديدية"، تقوم شركة رفائيل [للصناعات الأمنية] بتطوير منظومة "العصا السحرية" التي من المفترض أن تعترض صواريخ يتجاوز مداها تلك التي تستطيع "القبة الحديدية" اعتراضها. لكن المشكلة هي أن ثمن الصاروخ الواحد من "العصا السحرية" يصل إلى نحو 3.5 مليون شيكل. وبمثل هذا المبلغ لا يستطيع الجيش الإسرائيلي سوى شراء كميات محدودة، إلا إذا سخرنا ميزانية الدفاع كلها من أجل شراء صواريخ دفاعية. وهذا يعني أنه حتى لو كانت منظومة "العصا السحرية" فعالة جداً، ففي مواجهة وتيرة إطلاق صواريخ من الشمال، من المحتمل أن ينضب مخزون الصواريخ الدفاعية خلال يوم أو اثنين من القتال.
· وينطبق هذا الأمر على القبة الحديدية حيث يبلغ ثمن صاروخ المنظومة نحو 350 ألف شيكل. وعلى الرغم من أن كميات صواريخ القبة الحديدية التي اشتراها الجيش الإسرائيلي سرية، فإنه من الواضح أنها كميات محدودة. صحيح أن نشر منظومات القبة الحديدية في الشمال سيزيد من القدرة على اعتراض الصواريخ، لكن مخزون هذه المنظومة يمكن أن ينفذ خلال يوم أو يومين من القتال. ويصح كل ذلك إذا ما نشبت الحرب بعد الانتهاء من تطوير "العصا السحرية" بنجاح وتم استيعاب هذه المنظومات الدفاعية مع صواريخها في سلاح الجو، ونشرها مقابل صورايخ حزب الله. ولكن ماذا سيجري لو نشبت الحرب قبل ذلك؟
· لكن الأخبار الجيدة أن حسن نصرالله الذي يشارك جزء مهم من مقاتلي النخبة لديه في القتال في سورية، ليس معنياً بالحرب ولا بالتصعيد. يبقى أن نأمل ألا يغير رأيه.